وزارة الإرشاد ودورها في نظام الملالي
“تم اختراق وزارة الإرشاد بأكملها وكل شيء مرتبكة ولا أحد يعرف ماذا حدث!” هذا جزء من تسجيل صوتي أصدرته لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب التابعة للمجلس الوطني للمقاومة ؛ تقرير أحد مديري وزارة الإرشاد لمكتب محافظ طهران بشأن تعطيل موقع وزارة الإرشاد بعد تدمير الخوادم وأجهزة الكمبيوتر.
وبحسب التقارير التي تم نشرها في الفضاء السيبراني داخل إيران، فقد تم هدم مواقع وخوادم وزارة الإرشاد والثقافة التابعة للنظام وتغييرها من الساعة 9:30 صباحًا في 14 آذار/ مارس، وحلت محله صور قيادة المقاومة الإيرانية مسعود ومريم رجوي.
وأشارت التقارير اللاحقة إلى أن أكثر من 30 تيرابايت من أرشيفات وزارة الرقابة بما في ذلك النسخ الاحتياطي لجميع الخوادم، تم تدميرها بالكامل، وتمت إزالة ثلاثة خوادم مركزية لمكافحة الفيروسات، واستخدمت أربعة خوادم للتحكم في المستخدمين والشبكة.
وتشير تقارير أخرى إلى وصول وحدة للمقاومة إلى خادم ”اتوماسيون“لسير العمل الداخلي للوزارة إلى جانب انتشار واسع النطاق لشعارات ومنشورات التحية لرجوي والموت لخامنئي، وتم إرسالها إلى العشرات من الوزراء والمستشارين والمساعدين في حكومة ”رئيسي“ مما فاجأهم وأصابهم بالصدمة.
ولكن ما هو دور وزارة الإرشاد التي تلقت هذه الضربة؟
الرقابة ومنع التدفق الحر للمعلومات هي إحدى القضايا التي أولت حكومة ولاية الفقيه اهتمامًا خاصًا لتطبيقها في إيران منذ البداية. وعرف قادة النظام أن المجتمع المتحرر من استبداد الشاه لديه تعطش متزايد للحرية في نسيج المجتمع. لذلك، من أجل ترسيخ هيمنتهم، بذريعة الدين، قاموا أولاً بمهاجمة الجامعات وأغلقوها بحجة الثورة الثقافية [اقرأ الانقلاب المضاد للثقافة]، واعتقلوا أساتذة ومدرسين ومدربين أحرار وسجنوهم وقتلوا بعضهم. ومنذ ذلك الحين، وضعوا بعض العقبات على الطريق لدخول الجامعة حتى لا يستطيع اجتيازها سوى أولئك الذين اختارتهم الحكومة. وكانت وزارة الإرشاد إحدى المؤسسات الرئيسية التي لعبت دورا كبيرا في هذه المهمات القمعية، وكذلك في الدعاية المخادعة في الحرب الخيانية وإرسال مئات الآلاف من المراهقين والطلاب إلى حقول الألغام.
وكان نشر الكتب من واجب هذه المؤسسة القمعية منذ البداية وتحت قيادة الولي الفقيه (وزارة الإرشاد). تفتيش العقائد، وهي أسوأ بكثير من محاكم التفتيش في العصور الوسطى ودوافع الكنيسة، تم فرض الرقابة على الكتب حتى لا يكون هناك أي ذكر للحرية والفكر الحر. مكتب تدقيق الكتب في وزارة الإرشاد والثقافة الإسلامية مسؤول رسميًا عن الرقابة على الكتب. نادرًا ما يستطيع كتاب اجتياز هذا المرشح ودخول سوق التوزيع. رصد الكلمات الممنوعة في الكتب، بالإضافة إلى الأعمال الجديدة للمؤلفين، تشمل أيضًا الأعمال المترجمة لمؤلفين أجانب.
كانت عمليات القتل المتسلسلة في إيران والقضاء على المعارضين والمثقفين جزءًا من تدابير الرقابة التكميلية.
إن إزالة أطباق الأقمار الصناعية من أسطح وشرفات المنازل وسحقها تحت سرفات الدروع هو مجال معروف آخر لمواجهة نظام ولاية الفقيه مع أي نوع من الرأي الآخر ومنع نضج وتأثير الأفكار غير الحكومية في المجتمع الإيراني.
مهمة أخرى جادة لوزارة الإرشاد هي التعاون مع وزارة المخابرات لتشويه صورة العدو الرئيسي للنظام، أي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. إن إنتاج مئات الأفلام، وإقامة آلاف المعارض، وإصدار مئات الكتب، ونشر آلاف المقالات، وكلها بهدف تشهير المنظمة، تخضع للإشراف المباشر من وزارة إرشاد الملالي.
وهكذا تقوم وزارة الإرشاد وبمواكبة قوات الحرس بمهمة القمع والرقابة وفرض الكبت للحفاظ على نظام ولاية الفقيه. الآن، تلقى جسد خامنئي مثل هذه الضربة الشديدة، ومرة أخرى، شهد الجميع السلطة الهشة واهتراء النظام وضعف الملالي.
بث شعارات التحية لرجوي والموت لخامنئي في كرمانشاه
کتابات ضوئیة كبيرة لشعار «الموت لخامنئي» و«التحية لرجوي»في طهران
بث شعارات الموت لخامنئي ورئيسي والتحية لرجوي في طهران و شهريار