نظام الملالي يصعد التوتر في العراق والمنطقة بالتزامن مع رئاسة بايدن
تزامنًا مع رئاسة بايدن، كثَّف نظام الملالي من إجراءاته المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وتحديدًا في العراق. فبعد بضع ساعات من أداء بايدن لليمين الدستورية، وقع انفجاران انتحاريان في بغداد، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من العراقيين المحرومين، ولم تشهد بغداد مثل هذا النوع من الانفجارات منذ سنوات عديدة. وفي اليوم التالي استؤنف إطلاق صواريخ كاتيوشا على مطار بغداد. وفي الوقت نفسه، أعلن خطيب زاده، المتحدث باسم نظام الملالي أن: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لتقديم أي مساعدة للأشقاء العراقيين في مسار مكافحة الإرهاب والتطرف كما كان عليه الحل في السابق”. والجدير بالذكر أن هذه الجملة هي رمز التفجيرات الأخيرة في بغداد.
وفي 23 يناير 2021، استهدف صاروخ أطلقته مليشيات تابعة لإيران من اليمن؛ العاصمة السعودية، الرياض وأحبطه سلاح الدفاع الجوي السعودي.
ويسعى نظام الملالي إلى كسب امتياز من بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن طريق تصعيد التوتر في المنطقة، وعلى هذا المنوال يتعين علينا أن نتوقع أن يستأنف نظام الملالي إثارة التوتر في المنطقة بشن هجوم على السفن أو المراكز النفطية في الممكلة العربية السعودية أو تكثيف هجمات الحوثيين على السعودية أو الممرات المائية البحرية، … إلخ.
وعلى عكس ما يريده نظام الملالي من استعراضه للعضلات، فإن هذه الإجراءات ناجمة عن الضعف المطلق الذي يعاني منه هذا النظام الفاشي على الساحتين الدولية والمحلية.
فالإرهاب وإشعال الحروب في المنطقة هو حجر الزاوية في استراتيجية نظام الملالي للحفاظ على وجوده منذ تولي خميني السلطة في البلاد حتى يومنا هذا.
وفي الوضع الراهن، نجد نظام الملالي في دائرة الأزمات المحلية المستعصية الحل يعيش في أضعف مراحله على الصعيدين المحلي والدولي. فقد أدى انتشار الفقر والبطالة إلى جانب الفساد المؤسسي في إيران في جميع أركان نظام الملالي إلى وصول غضب واستياء الشعب الإيراني إلى الذروة، وحذر قادة هذا النظام الفاشي مرارًا وتكرارًا من اندلاع انتفاضة شعبية وشيكة للإطاحة بنظام ولاية الفقيه برمته. وفي مثل هذه الظروف يحتاج نظام الملالي إلى خلق توترات في المنطقة لعله يجد طريقة لتأجيل الإطاحة به اعتمادًا على سياسة الاسترضاء.
ويتطلع كل من خامنئي وروحاني إلى إحياء سياسة الاسترضاء تزامنًا مع تولي بايدن السلطة، وإلى تمكنهما من الحصول على امتياز من بايدن لرفع العقوبات من خلال زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى في العراق والمنطقة على غرار مع فعلا في عهد أوباما. بيد أن كل شيء الآن قد تغير مقارنة بمرحلة أوباما والاتفاق النووي، فضلًا عن أنه من المستحيل تكرار سياسة الاسترضاء السابقة.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” في 21 يناير 2021، أنه خلال جلسة الاستماع في الكونغرس، لم يتطرق وزير الخارجية في حكومة بايدن، أنتوني بلينكين إلى أي سياسات مبشرة انتهجتها إدارة أوباما لاسترضاء الإيرانيين، وتم الاتفاق على أن طهران لا تزال أكبر راعي للإرهاب في العالم وتجب معاقبتها على أساس ذلك.
والجدير بالذكر أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كان قد أعلن أكثر من مرة على مدى سنوات عديدة أن نظام الملالي لا يفهم سوى لغة القوة، وبناءً عليه، فإن الحل هو كبح جماح هذا النظام الفاشي لا التصالح معه وتقديم امتيازات له، بل على العكس من ذلك، يجب المزيد من الحسم ضد هذا النظام قدر الإمكان، نظرًا لأن العودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات لن تسفر سوى عن تشجيع النظام اللاإنساني على مواصلة العمليات الإرهابية وإشعال الحروب في المنطقة. ويكفي أن نشير إلى أن خامنئي قد أوعز لنا مؤخرًا بأن: ” إن مهمة نظام الجمهورية الإسلامية تكمن في تقوية عضد أصدقائها وأنصارها في المنطقة، ومشاركتنا تعني تقوية أصدقائنا وأنصارنا، ولا يجب أن نقوم بعمل من شأنه إضعاف أصدقاء الجمهورية الإسلامية والمخلصين لها في المنطقة، ومشاركتنا أمر واجب. وبناءً عليه، فإن مشاركتنا الإقليمية أمر حتمي وكان يجب أن يحدث ويجب أن يستمر.