نظام الملالي وتأليف الكتب ضد مجاهدي خلق
عمل خميني وخلفائه منذ أكثر من أربعة عقود على شطب مجاهدي خلق من المشهد السياسي الإيراني، وقد جربوا طرقا مختلفة من الممارسات الصلبة والمرنة بقسوة كاملة على جسد وروح جيل رجوي بدءا من إصدار وقراءة فتواهم التي نصت على إهدار الدم إلى أحكام إبادتهم الجماعية بمجزرة صيف 1988 إلى طرق التعذيب المبتكرة المتبعة مثل طريقة “القبر” و “القيامة” و “القفص” إلى توجيهات وأحكام تنص على القتل بمكان الاعتقال، ومن مختلف الطرق الرامية إلى ترهيب المجاهدين الثابتين على مواقفهم إلى محاولات شيطنتهم باللجوء إلى أقذر أساليب الحرب النفسية كالمجيء بعائلات تعمل بإمرة وزارة مخابرات النظام إلى خلف بوابة أشرف ومحاولاتهم لإخضاع مجاهدي خلق والقيام بمجازر إبادة جماعية بحقهم بدهسهم بسيارات الهامفي وذبحهم بالمناجل والفؤوس والأسلحة الوحشية والصواريخ وغيرها، ورغم كل هذا الإجرام لم تنجح أي من هذه الأساليب ذلك لأنه وبحسب قول السيد منتظري: “منظمة مجاهدي خلق هي نوع من الفكر والإدراك، وهي تركيب للمنطق والمنطق الخاطئ يجب الرد عليه بالمنطق الصحيح ولا يُحل بالقتل بل يتم ترويجه.”
والآن ومن على منحى السقوط وبعد أربعة عقود من الصراع يكتب جهاز الشيطنة والتشويه التابع للملالي وهو يائس محبط حول مجاهدي خلق:
“نشهد منذ فترة أحداثا غريبةً بالمجتمع، فيوم يتم اختراق أنظمة إدارة البلدية ويوم آخر تظهر صور لقاء وخطاب مسعود رجوي على شبكات التلفزيون الإيرانية الداخلية في شكل هجمات إلكترونية، ونشهد على الجانب الآخر أنشطة مكثفة تجري في الفضاء الإلكتروني حتى يشعر الشعب الإيراني بخيبة أمل في كل شيء ويزداد غضبه من الوضع الحالي يوما بعد يوم” (موقع الويب الحكومي لوكالة أنباء كتاب إيران 9 يونيو 2022).
يقول هذا الموقع على لسان أحد الشخصيات سيئة السمعة يُدعى”محمد صادق كوشكي”:
“يتمركز النشاط الاساسي لمجاهدي خلق هذه الايام على الحرب النفسية، وهذه حرب ضد الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الاسلامية، وينصب تركيز هذه المجموعة على خلق اليأس بين مختلف شرائح الشعب وتضخيم المشاكل، وتحاول هذه المجموعة بهذه الطريقة أن تغرس في المجتمع مفاهيما تحاكيهم أن المجتمع [اقرأوا الاستبداد الديني] قد وصل إلى طريق مسدود” (المصدر نفسه).
مجاهدي خلق والشباب والإطاحة بالنظام
آلام نظام ولاية الفقيه المستعصية على العلاج وصيحات إحتضاره الحزينة من مجاهدي خلق لا تقتصر على «الحرب النفسية» فقط! إنهم يستهدفون النظام برمته ويطالبون الشباب بالإطاحة به.
(مجاهدو خلق) منخرطون في مرحلة أخرى حيث يدفعون بشباب المجتمع إلى أعمال عنف وتخريب. (المصدر نفسه)
وهنا يعجز جهاز الشيطنة والتشويه التابع لولاية الفقيه عن الحل ويزيد من العواء ونحيب القلب وحسرته مضيفا:
“إننا بحاجة إلى كُتب موجهة للمراهقين حول أفعال (مجاهدي خلق) ولا نملكها.!
ويظهر هذا الخطاب العجز بخصوص عدم وجود كتاب قادر على “تعريف مجاهدي خلق للمراهقين” في حين أنه وفقا لإعتراف صحيفة رمز العبور الحكومية (السنة الثالثة العدد 21) بوجود 526 مجلدا من الكتب وآلاف الكتيبات والمقالات لتشويه تاريخ إيران المعاصر وتزوير تاريخ منظمة مجاهدي خلق التي كُتِبَت بواسطة أقلام مأجورة من قبل أجهزة المخابرات والحرب النفسية، وأحد أقلامها كتاب تحت عنوان “منظمة مجاهدي خلق من النشأة حتى المصير”، وبحسب قول ناشره أن أحد الأجهزة الأمنية للملالي أن الكتاب نتاج بحث لـ ” أكثر من 12000 ملف ودراسة متخصصة، وقراءة 1200 كتاب و 4000 صفحة من الوثائق وأربعة أبحاث ميدانية مستقلة باستخدام تقنيات الاستبيان والمقابلة ” ويقصدون بـ “أسلوب الاستبيان والمقابلة” ليس سوى الاعترافات تحت التعذيب والمقابلات التي تملي محتواها وزارة المخابرات.
انفجار الصحوة
نستنتج مما سبق إيضاحه أن المشكلة لا تكمن في عدم وجود كتب بالقدر اللازم “لتعريف مجاهدي خلق لجيل الشباب” لكن المشكلة تكمن في برامج ونهج الشيطنة المتبعة لدى نظام الإستبداد والقيود والأصفاد هذا وهي أنه لا يوجد من يصدق ترهاتهم وسفاهاتهم حول المنظمة، ومن المفارقات أن هذا الحجم من الشيطنة والروايات الملفقة يثير تعجب الأجيال الشابة ويجعلهم أكثر إنتفاضا وثورية.
في عصر إزالة حُجُب الإحتيال الكثيفة عن وجه الحقيقة المشرق لم يعد بالإمكان الحيلولة دون إنفجار الصحوة سواءا بـ “جهاد التبيين” أو [القراءة المعكوسة للتاريخ].
لا يمكن تدمير المُثُل العُليا بالقيود والاعتقالات والتعذيب والسلاسل ومجازر الإبادة الجماعية وأساليب الشيطنة والتشويه وقلب الحقائق ذلك لأن المُثُل العُليا سوف تنتصر بلا شك وبملايين الأبعاد التي ستغزو القلوب والعقول المتعطشة للحقيقة.