نظام الملالي وانكماش ما قبل الانهيار
حال تجار النفط والدماء دون الاصغاء للجرس الذي قرعته الرئيسة المنتخبة من المقاومة الايرانية مريم رجوي، محذرة من خطر تدخلات ملالي ايران في العراق، الذي فاق التهديد النووي، مما ادى الى سلسلة من الكوارث في المنطقة على مدى العقدين الماضيين.
اختلف الامر بعد هلاك قاسم سليماني وانتفاضة العراقيين، حيث تسارعت وتيرة تدهور حضور الملالي في المشهد العراقي، صار الشعار المركزي للشعب هو طرد النظام الايراني ، وبات حرق صور خميني وخامنئي وسليماني امرا مألوفا في البلاد.
ظهر ذلك واضحا في الانتخابات العراقية الأخيرة، التي كان النظام الخاسر الرئيسي فيها بسقوط عملاء مثل نوري المالكي، فشل جهود قائد فيلق القدس اسماعیل قاآني في ادخال هذه العناصر المكروهة في بنية السلطة، ورد مقتدى الصدر على رسالة خامنئي، حيث طلب بوضوح غير مسبوق عدم التدخل في شؤون العراق وإعطاء العراقيين حرية انتخاب ممثليهم.
تحت الضربات الإسرائيلية المتكررة، فقد النظام معظم سيطرته في سوريا، ليبدأ انحسار حضوره في ظل التوقعات بان ضربات الاسرائيليين جاءت بضوء اخضر روسي، وادراك بشار الأسد عدم قدرته على الاستمرار في الاعتماد على نظام الملالي.
المناخ الاجتماعي في لبنان رافض لنظام الملالي وتدخلاته المدمرة، الامر الذي يتجلى في انتفاضات اللبنانيين التي أضعفت موقف حزب الله، أقرب قوة بالوكالة لنظام الملالي في لبنان، لدرجة قول زعيمه حسن نصر الله بان ايران سترد بنفسها في حال تعرضها لهجوم اسرائيلي مما يعد تراجعا عن تهديداته باطلاق آلاف الصواريخ من الحدود اللبنانية.
تدهور الوضع الاقليمي للملالي يشمل الاراضي الفلسطينية ايضا حيث تم احراق صور خميني وسليماني وحسن نصر الله في مدينة رفح بقطاع غزة قبل أسابيع من العام الجاري.
ويتغير ميزان القوى في اليمن ضد الحوثيين، مما اضطر نظام الملالي الذي أحبط جهود السلام والوساطة على مدى السنوات الماضية للدعوة إلى وقف إطلاق النار.
يتضافر تراجع اوضاع النظام اقليميا مع اهتزازه وهشاشته في الداخل الايراني، حيث يخوض مواجهة مع موجات الشعب الهادرة والمتنامية في البلاد، ويتفاقم عجزه عن ايجاد الحلول للازمات المعيشية، مما يكرس حقيقة قرب انهياره .