ملالي ايران يوسعون تغلغلهم في المجتمع السوري
رئيسي يستأنف مسيرة روحاني في ربط دمشق بالاقتصاد الايراني
اخفت وعود الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي لنظيره السوري بشار الاسد بالمساهمة في اعادة اعمار سوريا المساعي الايرانية لاعادة ترتيب البنية الاجتماعية والسياسية السورية التي عمل عليها سلفه حسن روحاني لتكريس تبعية سوريا للاقتصاد الايراني الذي يعاني من ازمات متفاقمة.
وتوقفت الاوساط السياسية السورية مطولا عند تأكيد رئيسي ـ خلال تلقيه تهنئة الاسد بتنصيبه رئيسا ـ على دعمه اللامحدود، ونية حكومته الجديدة المشاركة بشكل فعال وواسع ومؤثر في إعادة إعمار سورية.
وفي هذا السياق رصد سياسيون سوريون تصريحات وزير الخارجية الإيراني الجديد عبداللهيان في أول زيارة له إلى دمشق، بعد مؤتمر بغداد، واستعراضه العلاقات الثنائية في مجالات التجارة والاقتصاد والثقافة.
ولعل ابرز ما توقف عنده المراقبون في دمشق الحديث حول إعادة إحياء مضامين اتفاقيات ثقافية قديمة لم يتم تنفيذها.
اعادت هذه التصريحات الى الاذهان أعلان رئيس الهيئة التأسيسية ومجلس الأمناء لجامعة آزادي علي أكبر ولايتي قبل ثلاث سنوات عن إصدار الأسد قرارًا يقضي بإنشاء فروع لجامعة آزادي في جميع المدن السورية.
وتشير في هذا السياق الى تذكير ولايتي بأفضال إيران على الأسد، عندما أكد أنه “لولا دعم الجمهورية الإسلامية وحيدريون وفاطميون وزينبيون وحزب الله، لكان أبو بكر البغدادي يجلس في دمشق الآن” .
ويستذكر السوريون تصريحات رئيس جامعة آزادي، محمد مهدي طهرانجي، في خضم حديثه حول إنشاء وحدات جامعة آزادي في سورية ولبنان، والتي قال فيها أن عمل الجامعة على الساحة الدولية أحد واجباتها، وان ذلك يأتي بناءً على توجيهات المرشد الأعلى الإيراني.
حرس خامنئي : 6 جيوش تدافع عنا في العراق ولبنان وفلسطين واليمن وسوريا
وزير النظام الإيراني: سوريا يفترض أن تعطينا ألف مليار طن فوسفات!
كبير مستشاري خامنئي: قاسم سليماني أطلق 22 لواء في العراق و 60 لواء في سوريا
ويرون بان الهدف الأساسي لمثل هذه الخطوة التغلغل على المستوى المدني، من بوابة ما سماه طهرانجي في تصريحه “إعادة البناء الثقافي” في مناطق النفوذ الإيراني الرئيسية، كسورية والعراق ولبنان واليمن.
ويشير الناشطون السوريون في مداولاتهم الى أعلان رئيس جامعة آزادي في محافظة طهران، محمود رضا آقا ميري، عن توقيع مذكرات تفاهم مع رئيس جامعة الشام السورية، ياسر حورية بهدف “التعاون العلمي” وتبادل الأساتذة والطلاب، وإرسال الطلاب لمواصلة دراستهم في جامعة آزادي .
وخلافًا لما تسير عليه شؤون الفروع الخارجية لجامعة آزادي الإيرانية في لبنان أو في أفغانستان، واجهت الجامعة بعض المشكلات والمقررات القانونية لتوسيع نطاق انتشارها في سورية والعراق الامر الذي بيَّنه نائب رئيس الجامعة للشؤون الدولية وشؤون الطلاب غير الإيرانيين في جامعة آزادي علاء الدين بروجردي في حديث لوكالة أنباء مهر الإيرانية عندما أشار إلى وجود بعض المشكلات القانونية التي تمنع إنشاء جامعات أجنبية في سورية، أو وجود بعض التعليمات التي تستوجب أن يكون المجلس التأسيسي لفرع الجامعة المزمع افتتاحه في العراق من العراقيين، مشيرا الى استمرار التفاوض مع الجانبين، للحصول على التصاريح اللازمة لافتتاح الفروع الخارجية .
تلا هذه التصريحات أعلان رئيس جامعة آزادي في محافظة كرمان ـ بعد آخر زيارة له على رأس وفد كبير من مسؤولي الجامعة إلى دمشق ـ عن تخصيص 500 متر مربع من المباني والمساحة لإنشاء مركز ابتكار مشترك للعلوم والتكنولوجيا، بين جامعات آزادي و دمشق والشام الخاصة .
الى جانب هذه التحركات، ظهرت مؤشرات جديدة وغير مسبوقة، تمثلت في افتتاح أول شعبة خارجية للتأمين الإيراني “بيمه ملت” في سورية، بناءً على تعليمات صادرة من أرفع المسؤولين الإيرانيين وممثلي المرشد الأعلى.
ووفقًا لتقرير موقع عصر اقتصاد الإيراني، أعلن إسماعيل دلفراز، المدير العام لشركة “بيمه ملت” للتأمين، خلال جلسة جمعته مع ممثل المرشد الإيراني الأعلى عباس علي اختري، والأمين العام لجمعية الصداقة الإيرانية السورية عن نيّة الشركة إنشاء بنية تحتية قوية للتعاون التأميني، وفقًا لدراساتها وتخطيطها، بهدف مساعدة الاقتصاد السوري، ومراعاة الجوانب الإنسانية لحل مشاكل الشعب السوري .
ومع الإعلان الرسمي عن افتتاح الفرع الجديد لشركة التأمين الإيراني في سورية، أعرب دلفراز عن استعداده للمساعدة في مجالات الزيارة الدينية والعقود الطبية في مؤشر على استغلال مجالات أوسع لعمل شركات التأمين في تقديم الدعم المادي الإيراني المشروط والمقترن بتوجهات الحكومة الإيرانية الجديدة الرامية لزيادة التغلغل في النسيج السوري، وتهيئة الأرضية المناسبة لإعادة البناء الثقافي للمجتمع السوري.
عضو مجلس شورى الملالي في إيران : موّلنا بشار الأسد في سوريا 30 مليار دولار