لولم يكن كشف المقاومة الإيرانية عن نووية النظام!
20 عاما من المواجهة. من ناحية، يحاول نظام إرهابي الحصول على قنبلة ذرية، ومن ناحية أخرى، هناك مقاومة مع شبكة شعبية واسعة والكشف المستمر لهذا البرنامج المناهض للوطن.
يوم الأربعاء 17 أغسطس، عقد مؤتمر في واشنطن لمناقشة أهداف البرنامج النووي لنظام الملالي، في الذكرى العشرين للكشف عن موقع نطنز. في هذا المؤتمر، شارك أولي هاينونين، الذي كان نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في ذلك الوقت، وقال: “إن كشف المقاومة الإيرانية قد غير كل شيء فجأة وجعلنا جميعًا” متفاجئين ومصدومين “من نوايا النظام الإيراني. وأكد السناتور جوزيف ليبرمان، الذي كان أحد المتحدثين في المؤتمر، أن “تقرير المقاومة الإيرانية في آب (أغسطس) 2002 كان مفاجئاً وصادمًا للغاية. أدى هذا التقرير إلى دعم الحزبين الأمريكيين للعقوبات ضد النظام الإيراني لسنوات.
وبخصوص استراتيجية النظام للحصول على القنبلة الذرية، كشفت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 9 آذار 2004، عن قرارات النظام بشأن الأسلحة النووية. وبحسب هذا البيان، في شباط / فبراير 2004، وبعد الكشف عن بعض الأنشطة النووية لنظام الملالي، خلص مجلس الأمن الأعلى للنظام، في اجتماع سري برئاسة خامنئي، إلى أن العالم سينقسم قريباً إلى قطبين: “الدول الأعضاء في النادي الذري والدول غير الأعضاء. ستكون دول السيّد في العالم والدول الأخرى عبيدًا لها… في أقل من 10 سنوات، سيتم إغلاق دائرة هذا النادي العالمي. لذلك، على الجمهورية الإسلامية أن تفرض نفسها على هذا النادي العالمي بأسرع ما يمكن”.
كتب الملا روحاني لاحقًا في كتابه أن الخطة كانت لمواجهة العالم بحلول نهاية عام 2002 من خلال تركيب 54000 جهاز طرد مركزي. لكن الكشف عن البرنامج النووي السري للملالي عام 2002 قد قلب طاولة خامنئي ودمر استراتيجيته. في اليوم التالي للكشف عن موقع نطنز، تقدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بطلب للنظام لزيارته. إن رفض النظام إعطاء رد إيجابي للوكالة لمدة 6 أشهر قد كشف عن المستور. عندما كان من المقرر أن يسافر مفتشو الوكالة (بمن فيهم السيد هاينونين) إلى إيران في 21 شباط (فبراير) 2003، كشفت المقاومة الإيرانية مرة أخرى عن خطط النظام لخداع الوكالة وذلك بيوم واحد من السفر. كما كشف عن موقع ذري آخر للنظام في منطقة آب علي، كان يختبر أجهزة طرد مركزي تحت ستار شركة كالا الكتريك. وعندما توجهت الوكالة إلى المواقع المكشوفة، رغم أن النظام قد غيّر المباني والتربة، اكتشف آثار يورانيوم عالي التخصيب (قريب من صنع القنابل) وثبت حقيقة انكشاف المقاومة الإيرانية.
بعد ذلك، أدى أكثر من 100 مؤتمر للكشف عن البرنامج النووي للملالي خلال هذه السنوات العشرين إلى إحكام حبل العقوبات والقرارات والضغط الدولي على رقبة النظام.
قال جورج بوش، رئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت: “بدأ كل شيء عندما اكتشف أن النظام الإيراني كان يخصب اليورانيوم سراً”. انكشف هذا الموضوع عندما كشفت عنه المعارضة الإيرانية، وبسبب ما كشفته جماعة المقاومة الإيرانية وهكذا قد شكّك العالم في البرنامج النووي للنظام الإيراني.
لكن كيف يمكن لمجاهدي خلق اكتشاف البرنامج الكامل للسلسلة الذرية للنظام؟ رغم أن أكبر أجهزة استخبارات ودول في العالم لم تلاحظ هذا البرنامج؟
والسبب هو القدرة الفريدة للمقاومة الإيرانية التي لا تمتلكها أي منظمة استخباراتية. إنه يعني شبكة واسعة من المواطنين في جميع أنحاء إيران انتشرت حتى في أعمق أماكن النظام وأكثرها سرية.
على سبيل المثال، قبل عام ونصف من بناء موقع نطنز، عندما أرسل النظام مجموعة من 50 شخصًا إلى المنطقة لبدء تشييد مباني الموقع، علمت المقاومة الإيرانية بالخطة بأكملها مع الأشخاص الذين لديهم بالموقع. بعد ذلك، وصلت مئات التقارير والمعلومات من مختلف القوى إلى أيدي المقاومة الإيرانية، والتي لم تترك مجالًا للشك في نية خامنئي صنع قنبلة ذرية. ولولا هذا الكشف لكان الملالي قد حصلوا على قنبلة نووية وبدعمها زادوا من قمعهم في الداخل والإرهاب وابتزاز العالم.
بالطبع، كان إيصال هذه المعلومات مهمة صعبة للغاية ومحفوفة بالمخاطر، وبهذه الطريقة، وبدفع ثمن باهظ، تمكن مجاهدو خلق من تدمير أحد أكبر برامج النظام المناهضة للوطن والوطنية، بشكل مذهل بتكلفة 2 تريليون دولار، وتحويل ضمان بقاء النظام إلى حبله.