لاشئ يمکن أن ينقذ نظام الملالي من السقوط
ليس هناك من نظام سياسي يمکن تشبيهه بنظام الملالي من حيث مايواجهونه من مشاکل وأزمات حادة لانظير لها، وهم من شدة معاناتهم من جراء کل ذلك فإنهم يتخبطون في کل مايصدر عنهم ويبدو التناقض والاختلاف واضحا عليهم ولاسيما فيما يتعلق بتعاملهم مع مختلف الملفات العالقة برقابهم وتکاد أن تسحبهم بقوة الى نهايتهم المحتومة بالسقوط الذي لامناص منه أبدا.
الاعاصير التي تنقض على نظام الملالي من کل جانب والتي لايجدون من سبيل لمواجهتها والتأثير عليها ولذلك فإنهم يعيشون في حالة من الخوف والهلع فمن جهة إعصار الاحتجاجات الداخلية التي تتصاعد ذروتها يوما بعد يوم، إعصار دور ونشاطات منظمة مجاهدي خلق في داخل وخارج إيران والتي صارت تطرح على مختلف الاصعدة کبديل سياسي جاهز للملالي، فعصار العقوبات الدولية، إعصار إدانة الدبلوماسي الارهابي أسدي وزمرته والتي أدت الى جعل العالم کله يعرف وبصورة قانونية بأن النظام الايراني هو نظام إرهابي، إعصار تدويل وقوننة مجزرة صيف 1988، ولاسيما وإن الانظار تتجه للمحاکمة التي ستنعقد في السويد في مارس المقبل من أجل محاکمة المجرم”حميد ناصر”، إعصار إدارج الحرس الثوري ضمن لائحة الارهاب، إعصار الرفض الاوربي لبرامج الصواريخ البالستية ولتدخلات النظام في بلدان المنطقة، إعصار الرفض الاقليمي والدولي المتصاعد ضدهم، کل هذه الاعاصير الهابة بقوة بوجه نظام الملالي بحيث تجلعهم في حالة من الرعب والهلع لأن مصيرهم قد أصبح من جراء کل ذلك أشبه مايکون على کف عفريت.
هذا النظام الدموي القرووسطائي الذي خدمته الاوضاع والظروف کل هذه المدة الطويلة خصوصا بعد أن قام بإستخدام ثروات الشعب الايراني من أجل ذلك حيث قام بتبديدها ذات اليمين وذات الشمال دونما أن يرمش له جفن، فهو لايرى شيئا في العالم أهم من بقائه وإستمراره، لکن يبدو إن هذا المشوار المعادي للشعب الايراني والانسانية جمعاء قد وصل الى آخر محطة له، حيث أبلت المقاومة الايرانية وذراعها اليمنى منظمة مجاهدي خلق بلائا حسنا في التعريف بهذا النظام والتحذير منه مثلما إنهما قد أعدا الارضية المناسبة داخليا لهز أرکانه وأسسه بإنتظار اللحظة المناسبة للإجهاز عليه.
نظام الملالي الذي صار واضحا من إنه مکروه ومرفوض من جانب الشعب الايراني الذي لايکف عن مواصلة إحتجاجاته ضده، فإنه من الواضح جدا بأن هذا النظام مرفوض ومکروه على الصعيدين الاقليمي والدولي ولاسيما بعد أن صار معلوما حقيقة کونه بٶرة ومرکزا رئيسيا للإرهاب والتطرف وإنه يشکل خطرا وتهديدا جديا على السلام والامن والاستقرار في العالم کله، ولأن هذا النظام يعلم جيدا بأنه محاصر بالاعاصير من کل جانب وإن أوراقه قد إنکشفت وظهر وجهه البشع للعالم کله وهو بذلك شاء أم أبى يسير بإتجاه هاوية السقوط، فإنه يبذل مختلف المحاولات من أجل الحيلولة دون ذلك وهو ومن أجل ضمان ذلك يلجأ الى مناورات وألاعيب وخدع من أجل التمويه على العالم وبشکل خاص من أجل إظهار نفسه بمظهر القوة ومن إنه مستعد للمواجهة وإنه سيحرق المنطقة والعالم فيما لو لم يتعامل العالم معه کما يريد، ولکن وعند النظر الى أوضاعه ومايعاني منه يتيقن أبسط متابع للأوضاع في إيران بأن هذا النظام في أضعف حالاته وإنه لايمتلك القدرة والجرأة على أية مواجهة مهما کانت لأنها ستجلب نهايته الحتمية خصوصا وإن الشعب الايراني قد ضاق ذرعا بهذا النظام وماتسبب ويتسبب به من مشاکل وأزمات وإنه لن ينساق إطلاقا خلف مغامراته النزقة والطائشة ولاسيما وإنه”أي نظام الملالي” قد تسبب في إيصال الشعب بسبب من مغامراته ونهجه القرووسطائي الى حد بات أکثريته يعيشون تحت خط الفقر والحرمان.
لاشئ يمکن أن ينقذ نظام الملالي من السقوط. هذه هي الحقيقة التي لامناص منها، فهذا النظام قد أصبح أمام خيارات أحلاها مر، إذ إما يتسجيب للمطالب الدولية الجدية والتي تعني إنهاء أحلامه العدوانية الشريرة، أو أن يرفض وبذلك فإنه ينتظر الموت البطئ أو أن يواجه المجتمع الدولي وهو الخيار الذي يعني أيضا سقوطه!