ضحايا الفيضانات والجفاف في وقت واحد
مرة أخرى، جعلت الفيضانات مساحة واسعة من بلدنا ساحة طغيانها الكارثي والمدمّر. بعد فيضان استهبان في 23 يوليو، والذي فقد فيه 22 من أبناء وطننا أرواحهم، بحسب التقرير الرسمي للحكومة؛ اجتاحت السيول التي تدفقت منذ 27 يوليو، بحسب تقرير لهيئة الهلال الأحمر التابعة للنظام وحتى الان “ما مجمله 19 محافظة و 38 مدينة و 106 أقضية و 301 قرية وخلفت 57 قتيلا ومفقودا. والحالة مازالت مستمرة ومع استمرار هطول الأمطار والتحذيرات الجوية التي تنبئ بحدوث المزيد من الفيضانات، من المتوقع استمرار دمار وكوارث السيول.
منذ سنوات، تتكرر الفيضانات والكوارث التي تسببها، وحتى الصحف الحكومية تكتب: “كل فيضان يحصد أرواحا عدة، ولبعض الوقت ينجذب انتباه الجمهور، ثم ينسى كل شيء حتى الفيضان القادم”. هذا المقال كتبته صحيفة ابتكار في 26 يوليو بعد فيضان استهبان، ونرى أن هذا التوقع تحقق بعد يوم أو يومين.
تحدث هذه الفيضانات الرهيبة في الوقت الذي يعاني فيه سكان معظم أنحاء إيران من نقص المياه، وبحسب مسؤولين حكوميين، فإن 300 مدينة في البلاد تعاني حاليًا من إجهاد مائي. التناقض المأساوي هنا هو أن الشعب الإيراني هو ضحايا الجفاف والفيضانات في الوقت نفسه، ولكن بعبارة أكثر دقة، فإن المشكلة الرئيسية ليست الجفاف ولا الفيضانات؛ إن ما يحوّل كل ظاهرة طبيعية وجوية إلى كارثة في إيران هو الحكومة الفاسدة والقذرة التي إما نهبت كل منشآت وثروات هذا البلد، أو صبتها في بئر سياساتها المدمرة. من محاولة الحصول على قنبلة ذرية إلى مشروع واسع وطويل لبناء الصواريخ أو الإرهاب ونشر الحروب في جميع أنحاء العالم.
إن الفساد المؤسسي وسياسات الحكومة الجائرة، وخاصة الحرس، سببان في الجفاف والعطش في معظم أنحاء البلاد والسبب الرئيسي للفيضانات في السنوات الأخيرة، والتي يتزايد حجمها وخسائرها البشرية والاقتصادية في ازدياد باستمرار..
إن القرن الحادي والعشرين ليس عصرًا يقع فيه الناس ضحايا الكوارث الطبيعية. الشاهد على هذا الادعاء هو أنه “في اليابان، التي تعاني من فيضانات أشد بكثير من حيث الكثافة السكانية والأمطار ومنحدرات الأنهار مقارنة بإيران، نجحوا في تقليص نسبة عدد ضحايا الفيضانات إلى السكان بمقدار حوالي 26 مرة خلال 40 سنة”(جريدة ابتكار الحكومية، 26 يوليو).
في إيران تحت حكم الملالي، كانت هذه العملية عكس ذلك تمامًا، لأنه لم يتم اتخاذ أي تدابير للتعامل مع الفيضانات والسيطرة عليها فحسب، بل زادت السياسات المدمرة للبيئة، وتدمير الغابات والمراعي، والإنشاءات غير المصرح بها لمسيلات ، خاصة من قبل الحرس ، كما رأينا في كارثة الفيضانات عند “دروازه قران” في شيراز (في أبريل 2019). وهكذا أصبحت بلادنا باستمرار أكثر عرضة للفيضانات والكوارث والتدمير الذي تسبب فيه بسبب الفيضانات تصبح أكثر كثافة واتساعًا.
نعم المشكلة الرئيسية ليست الجفاف ولا الفيضانات ولا الزلازل، المشكلة الأساسية هي نظام الملالي القذر الذي هو عدو الحرث والنسل، وهو سبب قتل خيرة أبناء الشعب الإيراني. وسبب تدمير البيئة. وبحسب السيدة مريم رجوي، “طالما نظام الملالي قائم على الحكم، فإن أبسط الحوادث تسبب أكبر قدر من الضرر، وعلينا أن نقف في وجهه”.