شرح وتفصيل الاتهامات الموجهة للمؤتمر السنوي للمقاومة الايرانية (1)
اثار انعقاد المؤتمر السنوي العالمي للمقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق في السنوات الماضية بشكل عام وهذه السنة بشكل خاص ردود أفعال ايجابية، وكذلك مواقف معادية للمؤتمر ولمجاهدي خلق.
قبل الدخول في تفصيل وتحليل الأقاويل المعادية للمؤتمر يجب التذكير بثلاثة مواقف مهمة والتأكيد عليها :
أ : جرت معركة سياسية شاملة وحرب اعلامية وامنية بين نظام الملالي ومجاهدي خلق على أعلى المستويات في المشهد السياسي الايراني منذ 40 عاما ولا زالت جارية.
ويجب أن تعلم أجيال العقود الثلاثة الماضية في إيران أن خميني بعد رؤيته لحشد المجاهدين الكبير في أمجدية الموافق لـ 12 يونيو 1980 جاء إلى الساحة في 12 يونيو 1980 متخليا عن كل الدعاية الكاذبة المعادية للاستكبار، وقال (ليس العدو أمريكا، ولا الاتحاد السوفياتي، ولا إسرائيل “العدو تحت أسماعنا هنا في طهران)، واستطرد بلغته العدائية المستهجنة والمبتذلة لإظهار من هو هذا العدو فوضع كلمة “منافق” مكان كلمة “مجاهد” وأعطى بذلك عنوان المنافس الرئيسي والبديل الاستراتيجي لنظامه وقال: ” المنافقين أسوأ من الكفار”.
لذلك كانت أقاويل خميني هي المصدر الرئيسي الملهم لقبح الدعاية الهستيرية والشيطانية والإفتراءات ضد مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة والاساس الذي يعمل عليه جهاز دعاية الملالي ووزارة مخابراته طيلة العقود الاربعة الماضية.
ب- إعترف محمود علوي، وزير المخابرات في حكومة حسن روحاني صراحة مساء الاثنين 8 فبراير 2021 على قناة الملالي بأن جميع صناعة الأفلام والمطبوعات ضد معارضي الملالي تتم تحت إشراف الوزارة وعلى نفقتها وقد انتجت الوزارة : «ثعلب»، ” قصة منتصف النهار “،” ليلة إكتمال القمر “،” السيانيد “،” إمكانية مينا “، ” يوم الصفر ” ومسلسلات ” البازل “،” سارق الروح “،” التفسير عكس الرؤيا ” و “البيت الآمن”.
ج- فصل المجلس الوطني للمقاومة في ديسمبر /كانون الأول 1998 في “بيان وطني للإيرانيين ” ما يتعرض له المجلس ومجاهدي خلق من الانتقاد والقذف والوصف بالشيطنة والزور والبهتان والإفتراءات، وذكر البيان أن انتقاد المجلس ومجاهدي خلق حق ديمقراطي لكل إيراني، لكن شحذ شفرات الخميني وجلادي خامنئي ضد المقاتلين ومجاهدي خلق الذين كرسوا حياتهم كلها للنضال من أجل الإطاحة بنظام الملالي يخدم الدكتاتور بشكل غير تقليدي لتأمين حياة هذا النظام.
الآن، وغض النظر عن ردود الافعال العدائية المثارة ضد أعضاء وأنصار مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة، يمكن تصنيف مجموعة ردود الأفعال ضد هذه المؤتمرات وخاصة مؤتمر الـ 2021 إلى عدة محاور، وسنقوم بشرح هذه المحاور في عدة مقالات على التوالي، وفيما يلي نوجز بعض الردود على بعض الادعاءات :
1- من بين الافتراءات: يدفع مجاهدو خلق مبالغ طائلة للشخصيات المشاركة في هذه المؤتمرات؟
أولا / تعمد موجه هذا الاتهام عدم ذكر أي من مبادئ العلاقات العامة ومبادئ دبلوماسية مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، وبالتالي فإن ادعاءاتهم تخلو من الحجة التي تتفق مع قيم الانصاف والمنطق العلمي، ليس ذلك فحسب، بل إنهم بذلك لا يرتكبون سوى إدعاء الزور والبهتان والافتراء، وبدافع الضغينة والحقد السياسي والغيرة يسقطون أنفسهم في عالم اللاعقلانية.
الحقيقة هي أنه إذا كان لأصحاب هذه الإدعاءات القوة والخبرة لجذب شخصية أو خمس شخصيات سياسية أو قانونية أو ثقافية في عالم توازن القوى والمصالح البحتة هذا لما قاموا بهذه الادعاءات، ومن المفارقات أنهم يبحثون عن صورة أو موافقة على هذه الشخصيات، ناهيك عن طلب حضور اجتماع معهم،
ثانيا/ في هذه الادعاءات، يتم بذل جهد متعمد لعدم إعطاء أهمية ومكانة للحق في اختيار الشخصيات “سواء قبلوا الدعوة أم لا ” وكذلك لمصداقية الشخصيات العالمية المشاركة، ويبدو أن مثل هؤلاء عجزوا عن فهم حقيقة أن شخصية مثل رئيس أو وزير خارجية أو محام دولي أو كاتب عالمي أو رياضي، وما إلى ذلك على استعداد لبيع سمعته واسمه بالمال ووضع نفسه في صدارة الوقف أمام الكاميرات العالمية بجانب مجموعة نزعوا مكانتها الاجتماعية وتأمل إستعادتها من خلال إنقاذ شعبها؟
ثالث/ إذا كان الأمر متعلقا بالمال فقط، ولا توجد أي إعتبارات لقيم سياسية أو نضالية أوتاريخية أو حقوقية أخرى، فلماذا لا تستطيع سلطة الملالي من خلال استيلائها على المليارات من رأس مال إيران وأصولها عقد اجتماع أصغر بمئة مرة من اجتماعات مجاهدي خلق، حتى في دول مثل مثل العراق واليمن ولبنان وفلسطين وغيرها؟ لماذا لا تستطيع اللاجمهورية الولاية عقد اجتماع واحد مع وجود خمس أو عشر شخصيات مشهورة عالميا لحراسها السياسيين في الخارج أو لمجموعة ناياك التابعة لها؟
لماذا لا يقوم كل بضع أشخاص من المدعين بالاتحاد مع أقرانهم ووضع اموالهم فوق بعضها البعض لعقد جلسة تحضرها ثلاث الى اربع شخصيات عالمية مشهورة؟ وإذا كان من الممكن شراء الشخصيات المشهورة عالميا بالمال، فلا ينبغي أن يكون ذلك عقبة بالنسبة لشركة مساهمة تتكون من العديد من المساهمين.
رابعا/ وبناءا على هذه الإدعاءات لابد أن المؤتمر قد تحقق من خلال دفع الأموال لشخصيات أجنبية وتسجيل اسمائها، ولابد أن مشاركة مئات الثوريين من مختلف المدن الايرانية في المؤتمر 2021 قد تيسرت بدفع المال أيضا، وكيف ذلك في ظل وجود أجهزة نظام الملالي الأمنية والقمعية ووضع عملائه لكاميرات المراقبة في جميع أنحاء إيران ومعابرها، ومن ناحية أخرى فإن اي مركز ثوري واي عملية تسمية وحضور 1000 ثوري مع مجاهدي خلق لا يمكن أن تكون إلا بدافع ايمانه وادراكه وحبه (للحرية والديمقراطية والمساواة) مضحيا بحياته وروحه.
خامسا/ لماذا لا يذهب هؤلاء المدعون أو محطات التلفزة مثل بي بي سي وغيرها إلى الشخصيات المشاركة في مؤتمر مجاهدي خلق للاطلاع على الحقائق ومعرفة ما يجري خلف الكواليس من لسانهم أنفسهم؟ آمل أن يفعلها هؤلاء المفترون هم ومحطات التلفزة تلك ويواجهوا تلك الشخصيات بمكانتها الاعتبارية ومصداقيتها وما رأته وعايشته من حقائق في المؤتمر ليعلموا الحقائق وتتكسر ادعاءاتهم وافتراءاتهم وتلفزيوناتهم على رؤوسهم ولا يعودوا الى فعلهم ابدا.
لا عجب أن تتعرض مواقف بعض الشخصيات الهامة والخاصة والضيوف المميزين ممن شاركوا في المؤتمر لردود أفعال من هكذا نوع من محطات التلفزة ووسائل الإعلام الخاسرة في ساحة المعركة، وبعض السياسيين المتدنين والسماسرة يحملون على المناضلين والمقاتلين والصامدين في ساحة المعركة ضد دكتاتورية ولاية الفقيه من خلالها! وعليه لم تنتهك محطات التلفزة وتلك الوسائل الاعلامية مبادئ الصحافة والاعلام التي لا جدال فيها ولم تقم بنشر مواقف الجانبين دون تحيز بدون سبب، وهنا جاء نشرها من أجل الاستمرار في مماشاة املاءات نظام الملالي وجهاز الدعاية الدينية التابع له، في حين تقاطع أخبار ومواقف وأنشطة وإعلام مجاهدي خلق أو تنشر الحقائق مقلوبة رأسا على عقب.
سادسا/ ولكن ما هي أصول، ومبادئ عمل مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية بهذا الصدد والتي تعمد هؤلاء المدعون عدم ذكرها.
الحقيقة هي أن مجاهدي خلق أمضوا ما يقرب من 50 عاما من العمل الجيد في العلاقات العامة والدبلوماسية، وقد بدأوا بممارسة مبادىء العلاقات العامة داخل إيران حتى عام 1978 من خلال التأثير على الجامعات والأسواق والمثقفين والفئات الاجتماعية المحرومة منذ عام 1978 صعودا، ونظرا لقدرتها على تنظيم وبناء التنظيمات في وحدات ميليشيا صغيرة تمكنوا من بناء نفوذهم داخل أبعد قرى إيران وبين القبائل والأقليات الإيرانية في جميع المدن، وم خلال ذلك وخلال الفترة المعروفة باسم”المرحلة السياسية” حصل مجاهدي خلق على موارد مالية كبيرة بين أنصارهم وجميع فئات السكان، والحقيقة أن الجميع متفقون على أن المجاهدين أصبحوا المنافس الأول لــ خميني في ميزان القوى في إيران خلال الفترة من 11 فبراير 1978 وحتى 1979.
بالتوازي مع هذه العلاقات العامة داخل إيران وخارج إيران، بدأت أيضا دبلوماسية دقيقة في الثمانينيات فيما يتعلق بالشرائح الاجتماعية والنقابية والثقافية والسياسية في الولايات المتحدة وأوروبا، وقد وصل هذا الارتباط خلال نموه وتطوره إلى الأحزاب والنقابات والجمعيات ثم الحكومات والمؤتمرات.
لقد تحققت مصداقية مجاهدي خلق في توسيع العلاقات العامة داخل إيران والنمو الدبلوماسي في الخارج مدعوما باستقلالهم السياسي وتاريخ النضالي ضد الدكتاتوريتين، وقد تم بناء السلطة التنفيذية للنهوض بهذه المهام وهي تتقدم بجهود متواصلة في ظل الوحدة والتضامن التنظيمي طيلة الثلاثين سنة الماضية مستوحاة من ثورتهم الداخلية، ويعود هذا النجاح إلى العمل الجماعي والتنظيمي بما لا يقل عن 13 أو 14 ساعة من العمل اليدوي والفكري الدؤوب يوميا.
إن ركيزة القوة المنشطة والملهمة هنا في هذا النضال المتواصل هو تحقيق المبادئ الثلاثة “الحرية والديمقراطية والمساواة” في إيران. الجدية والحمية والعزيمة والكفاح والولاء الصفات التي لا تعرف الكلل على طريق هذه المبادئ الثلاثة، ومن خلال الفداء ببحار الدماء من أجسادهم مُنحوا نفس المصداقية التي تذهل أعين الضمير البشري الحي وتمنحهم الاحترام والتعاطف والمؤازرة.
إن الحصول على قلب وروح وعواطف شخص ما في عالم نرجسي متلون تحكمه المصالح وتعادل القوى عمل شاق وصعب للغاية وباهظ الثمن على الجسد والروح.
هذا هو سر تقدم مجاهدي خلق في العلاقات العامة والاجتماعية، وأيضا في المناسبات السياسية والدبلوماسية، وفي الامور المالية يدفع الأعضاء وأنصارهم وأعوانهم نفس الثمن الباهظ للدفع بكفاح طويل ومهني يستجيب لمبادئ “الحرية والديمقراطية والمساواة” الثلاثة، وسيتم مناقشة هذا الموضوع في القسم التالي.
يُتبع …