دورة الدمار في إيران؛ نتيجة النهج التحريضي للحروب من قبل نظام خامنئي
لقد أشبعت صيحات الحرب والضجيج التي يصدرها خامنئي وقادة النظام وقادة الحرس الفضاء الدعائي ووسائل الإعلام الحكومية هذه الأيام، وخاصة إعلام عصابة الولي الفقيه الذي يكتب بالتفصيل عن النفوذ الإقليمي للنظام وسياساته وكأنّ وعود خامنئي بشأن توسيع العمق الاستراتيجي قد تحققت.
لكن هناك همسات من العصابة المهزومة تشير إلى أن نظام ولاية الفقيه لم يحقق أي إنجازات استراتيجية في المنطقة، بل قام أيضا بتدمير الامتيازات الجيوسياسية لإيران أو إضعافها بشدة على مر السنين. حيث نقلت صحيفة هم ميهن (14 اكتوبر) خلال حوار مع أحد خبراء الحكومة في السياسة الدولية قوله: «لقد تجاوزنا مرحلة التآكل الجيوسياسي ووصلنا إلى مرحلة الأزمة الجيوسياسية؛ أزمة استهدفت إيران بأكملها”.
وفي مقال بعنوان “الخطر أقرب إلينا مما تظنون!” كتبت صحيفة اعتماد يوم 8 اكتوبر: “بيع الموارد الطبيعية الخام لا يضيف شيئا إلى ثروة هذه الأرض. سيجعلنا أكثر فقرا يوما بعد يوم. إذا تحركنا بهذه الطريقة، سيأتي اليوم الذي نمتلك فيه طبيعة مداسة وأرض قاحلة وخالية لا يمكن أن تعيش فيها أي بذرة. لقد بنينا مئات السدود في سياق هذا التطور غير السليم وغير الصحيح وغير المنتظم، الذي نشهد اليوم نتائجه.. وبناء السد في المكان الخطأ سيكون له عواقبه. لدينا في البلاد عدة سدود، والتي لم تلعب دوراً إيجابياً في ري الأراضي الزراعية، بل إنها بجعل مياه المنطقة مالحة، أدت إلى جفاف البساتين القديمة والبساتين الضخمة، ونتيجة لذلك، لقد ضاعت مكانة إيران الرفيعة في تجارة وإنتاج التمور في العالم بالكامل، وأصبح آلاف الأشخاص عاطلين عن العمل ومشردين، وتحولت هكتارات من الأراضي الخصبة إلى حقول ملح.
طبعا كاتب المقال لم يذكر اسم الحرس والمنظمات التابعة لبيت خامنئي، وهم المالك الرئيسي لمشاريع السدود والبتروكيماويات وبيع الموارد الطبيعية الخام، لكن من لا يعلم أن المقر المعروف باسم خاتم الأنبياء، والذي يعد أحد أصابع الحرس، مع بناء 40 سدا على كارون، تسببت في حدوث جفاف في خوزستان وقطع شريان المياه الرئيسي لهذه المحافظة، ومرة أخرى، ولطمعه في زيادة الربح ورأس المال الذي كسبه في هذا المشروع، قام بتصميم 50 سدًا آخر على نفس النهر.
وفي جزء آخر من المقال نفسه، تتساءل صحيفة اعتماد، في إشارة إلى الأيدي التي حولت زاينده رود إلى أرض محروقة وسلبت رؤوس أموال الناس وصحتهم من خلال بناء الصناعات البتروكيماوية وتدمير الغابات: “كم آلاف الهكتارات من الغابات الشمالية والغربية قد دمرت؟ سمحنا لهم ببناء الفلل وإقامة المصانع البتروكيماوية والصناعية بدلاً من ذلك؟
واليوم لم يعد يخفى على أحد أن إشعال الحرب وتسمين قوات الحرس المحرضة على الحرب والإجرام هو وسيلة لقمع وتدمير الوطن من أجل بقاء نظام ولاية الفقيه. وحش نهب رأس المال الوطني والثروة العامة للشعب على مدى أكثر من 4 عقود وأنفق قسما كبيرا منها على الترويج للحرب والقمع وتصدير التطرف والرجعية وهو اليوم يصارع أزمة البقاء ودوامة الانتفاضة والإطاحة بالنظام.
وجاء في جزء من البيان الـ 42 الصادر عن اجتماع المجلس الوطني للمقاومة ما يلي:
“إن هيمنة الحرس وبيت خامنئي على الاقتصاد الإيراني هي جزء من حلقة مفرغة، نتاجها تدمير الصناعات والزراعة والبيئة والنظام المصرفي، فضلا عن الركود الشديد في السوق الاستهلاكية. في هذه الدورة، يقوم بيت خامنئي والحرس بنهب اقتصاد البلاد لتمويل آلة القمع والحرب ومنع تلبية احتياجات المجتمع. ويسبب هذا الاستغلال الوحشي استياء الناس واحتجاجاتهم. ومن ثم، ومن أجل احتواء الانتفاضات، يقومون بتكثيف القمع، ومن أجل توفير آلة القمع والحرب، ينهبون المزيد من اقتصاد البلاد ويخلقون المزيد من القيود لتلبية احتياجات المجتمع والبنية التحتية للبلاد. هذه هي دورة التدمير المتزايد لاقتصاد البلاد وتفسر في الوقت نفسه سبب عدم إمكانية إيقاف الانتفاضات”.