حكم محكمة الاستئناف البلجيكية ؛ الرسائل والنتائج
يوم العاشر من مايو عام 2022 يومٌ من أيام المقاومة الإيرانية التي لا تُنسى، حيث أصدرت محكمة إستئناف أنتويرب حكمها الحاسم في هذا اليوم التاريخي بحق الإرهابيين الشركاء في جريمة الدبلوماسي الإرهابي ناقل قنبلة خامنئي، ويذكر أن الفاشية الدينية كانت قد تخلت عن استئنافها بعد إعلان اسد الله اسدي للحد من المزيد من الفضائح.
من النقاط الجديرة بالملاحظة في صدور الحكم النهائي هي زيادة سجن أمير سعدوني 3 سنوات، وإضافة إلى ذلك حُكم على كل من شركاء أسدي بدفع 60 ألف يورو وسحب جنسيتهم البلجيكية مدى الحياة وإلغاء جواز سفرهم.
ويأتي هذا الانتصار المبين للمقاومة الإيرانية نتاجا لحملة قانونية متأنية دؤوبة، حملة تجسد وتجلى فيها من جانب الفاشية الدينية تفشي الإرهاب وحضور جماعات الضغط الأجنبية وقوة غسيل الأموال وتوظيف المرتزقة.، أما على الجانب الآخر وقفت مقاومة مسلحة بالشرعية والعدالة وحقوق الإنسان، ولم يحدث هذا الصراع في بيئة عادلة ومتساوية ومواتية مع قيم تحررية ساعية إلى العدالة، لكنه أي (هذا الصراع) جاء على أرض ملوثة بالسياسات القذرة لسنوات من الاسترضاء.
لقد كان التقليد المُتبع حتى الآن أن يغمض العالم بصره عن حقوق الإنسان الدامية مقابل صفقة مع الملالي، ووضع المقاومة والمقاومين على قائمة الإرهاب ثمنا لذلك، ومن أجل إحياء قيم القانون الدولي المقبورة جاءت المقاومة الإيرانية بجيش من الشخصيات العالمية الرصينة المعتبرة إلى الميادين مع الآلاف من ساعات الجهد المنظم ودعم وثبات الأشرفيين الشجعان والإيرانيين النبلاء الأحرار طُويَت هذه الصفحة وخلقت ما يكسر ما كان خرقاً للعادة في العالم المعاصر.
وهذه هي القوة التی لا تستطیع المدن الصاروخية وطائرات الفاشية الدينية المسيرة بدون طيار مواجهتها وهي نفس القوة التي دفعت منظمة مجاهدي خلق إلى المضي قدما للأمام کنقلة نوعية من التحولات والتطورات الاجتماعية والسياسية في إيران.
إن محاكمة وإدانة دبلوماسي إرهابي ناقل القنبلة هي في الواقع محاكمة وإدانة لنظام يستخدم أدواته الدبلوماسية وهيكل وزارة خارجيته لتصدير الإرهاب إلى دول في جميع أنحاء العالم.
إنها محاكمة وإدانة لسياسة الاسترضاء البراغماتية المخزية مع الديكتاتورية الدينية، السياسة التي بدلا من قيامها استنادا لحقوق الإنسان والقيم العالمية القائمة على القانون الإنساني الدولي، تقوم على النفط والتجارة مع ناهبي الثروات الإيرانية.
إن محاكمة وإدانة أسد الله أسدي وتفكيك خلية تسلله المفككة هي محاكمة وإدانة لـ خامنئي ورئيسي وإيجئي وقاليباف. ومحاكمة وإدانة لغرفة الظلام المُسماة بالمجلس الأعلى للأمن القومي غرفة الظلام التي تتخذ القرارات الرئيسية بشأن الجريمة والإغتيال من خلال دبلوماسييها الإرهابيين في السفارات.
رسالة هذه المحكمة هي أن منظمة مجاهدي خلق لن تسمح للملالي بالمساس والتحكم بالمصالح العليا لإيران والإيرانيين، وأن إيران لا تعرف بسلطة العمائم، ولا بالقمع والكبت والإغتيال والإرهاب ولا بالتطرف المغطى بالدين وانما بالمقاومة و بجماهير الشعب التي أظهرت في سلسلة من الانتفاضات النارية بأن هذا النظام المتخلف ليس خيارهم ولا يمثلهم.
والرسالة المستقاة من هذه المحكمة أنه إذا توقف ايصال الوقود إلى الديكتاتورية الدينية، إذا لم يتدفق إليها سيل الدولارات واليورو بحجة الاتفاق النووي، إذا تبنى العالم سياسة حاسمة في مواجهة الإرهاب فإن هذا النظام لن يقدر على الاستمرار في مواجهة غضب الإيرانيين المتفجر على الدوام.
أدرك الشعب الإيراني اليوم بوضوح أن كل دولار ويورو يتم الحصول عليه من حقيبة المهادنة والاسترضاء مع الملالي لن يتجه إلا إلى مستنقعات صناعات النظام النووية ومشاريعه الصاروخية والإرهابية، بل ستتحول إلى رصاص يتساقط على رؤوس من لم يتدفقوا كالسيل إلى الشوارع إلا من أجل الخبز والحرية.
ستشتهر إيران ببرنامج المواد العشر للسيدة مريم رجوي بمقاومة باسلة أبهرت العالم تحمل راية أكثر من 120 ألف روح طاهرة استشهدت على الأرض ببسالة وهي ترفع راية الحق، وستُعرف إيران بجمهورية ديمقراطية تعددية تقوم على فصل الدين عن السلطة.. وستُعرف إيران بوحدات المقاومة البطولية التي بفضل شجاعتها ومخاطرتها ومغامراتها المثيرة للإعجاب لم تدع المجتمع الإيراني يخلو من الحياة الثورية والنهوض.
لن تبقى نتائج وعوائد هذه المحاكمة التاريخية عند هذا الحد فبسلاح العمل الكفوء الفعال الممهد للنصر، وبشعار ” ممكن ويجب”، بالاعتماد على الطاقات اللامتناهية لكوادر وأنصار مجاهدي خلق والشعب الإيراني الناهض الثائر يجب التوجه والذهاب نحو مُنَظر ومخطط الجريمة والإرهاب في بيت خامنئي بيت العنكبوت ليتم فتح جميع الملفات السرية المحفوظة وفتح أرشيف الجريمة والإرهاب لدى هذا النظام وإبرازها وإعلام العالم بها.