ضرب البديل الديمقراطي تكريس نظام الإرهاب الإيراني
بقلم علي صفوي
ذات مرة قال الكاتب الفرنسي في عصر النهضة، ميشيل دي مونتين، “التمسك العنيد والمتحمس برأي المرء هو أفضل دليل على الغباء”.
في مواجهة الحقائق المستعصية، أظهر مايكل روبن مرة أخرى نمطًا من التنافر المعرفي والتشبث الشديد بآرائه الخاطئة حول حركة المعارضة الرئيسية في إيران، مجاهدي خلق، لا سيما في الوقت الذي خطت الحركة خطوات سياسية كبيرة على المسرح العالمي.
يجادل روبين، “لقد حان الوقت لوقف أي دعم لمجاهدي خلق”، وهو مناشدة أدلى بها بصوت عالٍ خلال العقدين الماضيين، حيث فازت منظمة مجاهدي خلق في المحكمة بعد دعوى قضائية ضد وصمة الإرهاب ذات الدوافع السياسية والتي تهدف إلى استرضاء النظام الإيراني الإجرامي، وحينما وقف مئات من السياسيين الأمريكيين والأوروبيين ذوي السمعة الطيبة والمحترمين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمثقفين والشخصيات العامة، إلى جانب منظمة مجاهدي خلق لإحداث تغيير جوهري في إيران.
يجب أن يعلم روبين أن القذف القوي للاتهامات السياسية على منظمة مجاهدي خلق لا يجعلها حقيقة. قال المهاتما غاندي حقا: “الخطأ لا يصبح حقيقة بسبب التكاثر المضاعف”.
إن الديكتاتورية الدينية في إيران مذعورة من منظمة مجاهدي خلق وتظهر علانية، في الخطاب والعمل، أنها تعتبر المنظمة تهديدًا وجوديًا، لدرجة أنها تواصل التخطيط لأعمال إرهابية ضدها. في الشهر الماضي فقط، عندما كانت المنظمة الأم في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية اي منظمة مجاهدي خلق، (NCRI)، تخطط لعقد المؤتمر السنوي لإيران الحرة في ألبانيا، أصدرت الحكومة الأمريكية تحذيرًا أمنيًا، حول “تهديد محتمل يستهدف القمة العالمية لإيران الحرة ستعقد بالقرب من دوريس، ألبانيا، يومي 23 و 24 تموز (يوليو) 2022 “.
في 27 يوليو / تموز، دعت وكالة أنباء فارس، الناطقة بلسان الحرس، علنًا إلى شن هجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار على مقر منظمة مجاهدي خلق، أشرف 3، في ألبانيا. وكتبت وكالة فارس للأنباء: “على السلطات في طهران إصدار التحذير اللازم للحكومة الألبانية، التي تستضيف بضعة آلاف من أعضاء مجاهدي خلق، ومتابعته بعمل عسكري”. كما أشار إلى الحكومات المضيفة، حيث توجد منظمة مجاهدي خلق، بما في ذلك فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
في إشارة إلى تأثير منظمة مجاهدي خلق داخل إيران، أعرب رئيس نظام الملالي، إبراهيم رئيسي، في 27 مايو، عن أسفه قائلاً: “أينما رأيت الشر والفتنة في البلاد في الأربعين عامًا الماضية، كان هناك أثر للمنافقين (مصطلح ازدرائي للنظام ضد منظمة مجاهدي خلق). لم تكن هناك حركة أو عمل ضد هذه الثورة وكان المنافقون فيه غائبين “.
في 25 يونيو / حزيران، في تصريحات نشرتها وكالة أنباء مهر الحكومية، هدد وزير المخابرات إسماعيل خطيب علانية منظمة مجاهدي خلق بالإرهاب: “الإرهابيون كالحو الوجه في ألبانيا لم يكونوا ولن يكونوا في مأمن من نار الانتقام”.
قبل ذلك بيوم، أدلى نائب رئيس القضاء في طهران كاظم غريب أبادي باعتراف مذهل “ربما في بعض المنعطفات، كان الاعتقاد أن [منظمة مجاهدي خلق] ليس لها دعم … وأنه لا داعي لأن نشير إليهم بعد الآن. لكن هذه ليست وجهة نظرنا بعد الآن. في (السنة الإيرانية) 1400 (ابتداء من 20 مارس 2021)…. مورس ضغط شديد على الدول التي كانت تستضيف [منظمة مجاهدي خلق]. لم يكن هناك لقاء بيننا وبين السفراء أو الوفود الأوروبية حيث لم نناقش [مجاهدي خلق] “.
كما لو كان في بعض الأوركسترا الفيلهارمونية، يغني روبن أغنية صفارات الإنذار للابتعاد عن منظمة مجاهدي خلق، بينما تدق وكالة أنباء فارس على طبول الحرب بتهديدات بشن هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على أشرف 3، موطن مجاهدي خلق في ألبانيا (عضو في الناتو)، ومسؤولون في طهران يناشدون الغرب لقمعها من خلال القنوات الدبلوماسية.
لقد ثبت مرارًا وتكرارًا أن وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية (MOIS) تفرز وتنشر معلومات كاذبة ضد منظمة مجاهدي خلق وتحاكم بنشاط أي محلل أو صحفي أو سياسي أو أي شخص غريب الأطوار من شأنه أن يقوض منظمة مجاهدي خلق. في بعض الأحيان تمول، وفي أحيان أخرى تدعم هؤلاء الأشخاص في حملاتهم ضد منظمة مجاهدي خلق.
في 5 تموز (يوليو) 2010، على سبيل المثال، نقلت صحيفة تورنتو صن الكندية اليومية عن جون طومسون، رئيس معهد ماكنزي، وهو مؤسسة فكرية ذات عقلية أمنية، قوله إنه “عرض عليه 80 ألف دولار من قبل رجل مرتبط بمهمة إيران في كندا. قال: “لقد أرادوا مني أن أنشر مقالاً عن مجاهدي خلق. كانت إيران تحاول حمل دول أخرى على تصنيفها على أنها طائفة إرهابية”.
تحظى منظمة مجاهدي خلق بشعبية في إيران، بل يتم الاحتفاء بها بحق كمدافعة عن الحريات الديمقراطية والمثل العليا في جميع أنحاء العالم على أساس القيم المشتركة. ضع في اعتبارك القائمة المثيرة للإعجاب لجزء صغير فقط من الشخصيات البارزة والشخصيات التي تظهر دعمًا واسع النطاق من الحزبين للحركة على مدى عقود.
هذا العام، قام نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس ووزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو بزيارة موقع منظمة مجاهدي خلق والتقيا بمريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وقال السيد بنس إن خطة مستقبل إيران “ستكفل حرية التعبير وحرية التجمع وحرية كل إيراني في اختيار قادته المنتخبين. إنه أساس نبني عليه مستقبل إيران الحرة “.
في يوليو 2022، أرسل حوالي 5000 عضو من وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق داخل إيران رسائل فيديو، أكدوا فيها عزمهم على الإطاحة بالنظام الثيوقراطي. أظهر هذا أنه على الرغم من خطر الموت والتعذيب والسجن، فإن أعدادًا كبيرة من الإيرانيين داخل البلاد يروجون بنشاط للقضية الديمقراطية لمنظمة مجاهدي خلق.
أخيرًا، لا يمكن التوفيق بين رفض روبن لعمليات الكشف النووية الحاسمة والمصيرية لمنظمة مجاهدي خلق مع الحقائق الأساسية.
يشير كل التسلسل الزمني الموثوق تقريبًا حول البرنامج النووي للنظام الإيراني إلى منظمة مجاهدي خلق باعتبارها أول من كشف البرنامج السري للنظام. أشار كبار المسؤولين الأمريكيين في ذلك الوقت، بما في ذلك الرئيس جورج دبليو بوش، ونائب الرئيس ديك تشيني، ووزيرا الخارجية كوندوليزا رايس وكولين باول إلى الدور الذي لعبته منظمة مجاهدي خلق في توعية العالم ببرنامج الأسلحة النووية السري للنظام المرة الأولى.
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، “قال فرانك بابيان، أحد كبار مستشاري منع الانتشار النووي في مختبر لوس ألاموس الوطني في نيو مكسيكو ،” إنهم] منظمة مجاهدي خلق[على حق بنسبة 90 بالمائة. هذا لا يعني أنهم مثاليون، لكن 90 في المائة هو رقم قياسي جيد “.
الحقائق لن تنحني لزاوية روبن السياسية الصغيرة. وكما قال رئيس الولايات المتحدة الثاني جون آدامز، “الحقائق أشياء عنيدة. ومهما كانت رغباتنا أو ميولنا أو إملاءات شغفنا، فإنها لا تستطيع تغيير حالة الحقائق والأدلة “. صفوي هو عضو في لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) ومقره باريس
المصدر: موقع تاون هال
