الهجوم الصاروخي لنظام الملالي على أربيل في العراق، ابتزاز عقيم
أفادت وكالات الأنباء، في صباح يوم 13 آذار / مارس، بسقوط عدة صواريخ على مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، بالقرب من القنصلية الأمريكية. وقالت وكالة جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق إن 12 صاروخا باليستيا أطلقت من خارج العراق. ونقلت رويترز عن مسؤول أمريكي قوله إن الصواريخ أطلقت من داخل إيران.
وأدان رئيس الوزراء العراقي الهجوم، وندد مكتب الأمم المتحدة في العراق بالهجوم ووصفه بأنه جبان.
وبعد ساعات، أصدرت دائرة العلاقات العامة في قوات حرس النظام الإيراني بيانًا أعلنت فيه مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي، وزعمت أنه استهدف مركزا إسرائيليا استراتيجيا.
هذا العدوان الفاضح بالصواريخ الباليستية من داخل إيران إلى دولة أخرى من قبل مصرف الإرهاب في العالم، في خضم محادثات فيينا، يؤكد مرة أخرى التحذيرات المتكررة للمقاومة الإيرانية. تحذيرات منذ عقود للمجتمع الدولي من أن أي تنازلات لهذا النظام ستجعله أكثر جرأة وتعطي مزيدًا من الضوء الأخضر للإرهاب والقتل والأزمات والتحريض على الحرب.
من ناحية أخرى، فإن هذا الهجوم الصاروخي في خضم الحرب الأوكرانية ولعبة القط والفأر في الاتفاق النووي، بحجة مقتل اثنين من العقداء للحرس على أطراف دمشق، هو نتيجة الطبيعة الإرهابية لنظام الملالي. نظام لا يمكنه البقاء إلا بخلق الأزمة والقتل والتحريض على الحرب. سياسة تتجلى داخل إيران في عمليات قتل المواطنين بالرصاص وكورونا والإعدامات، إلخ؛ وفي الاتفاق النووي تظهر على شكل ابتزازات متتالية؛ وفي أمريكا اللاتينية وإفريقيا وأوروبا بالاغتيالات والتفجيرات (حتى على يد دبلوماسي إرهابي يحمل عنوان السكرتير الثالث لسفارته)؛ وفي المنطقة بضربات بطائرات بدون طيار والآن بإطلاق صواريخ باليستية من داخل إيران.
يحاول خامنئي التظاهر بأن هذا الهجوم الصاروخي كان بسبب “قوة” النظام. لكن مثل هذه الأعمال العدوانية والابتزاز الفاضح ليست نابعة من القوة، لكنها تنبع من اضطرار خامنئي ومأزقه للحفاظ على قارورة حياة النظام. على وجه الخصوص، كلما زادت قوة الضغط على سياسة المهادنة، زاد انحسار مدى الأطراف التي تريد دفع ثمن التنازلات لهذا النظام من جيوب الشعب الإيراني.
يريد خامنئي باستعراض القوة هذه منع وصول الأزمة والنار إلى عباءة ولاية الفقيه الممزقة. لكن المشكلة أن النار والأزمة التي يخشى منهما تشتعل من داخل مجتمع متفجر من قبل وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة. وهي العقدة التي لا يستطيع خامنئي حلها، مهما حاول جاهدًا، مع استغلال كل فرص المهادنة والابتزاز.
ولكن فيما يتعلق بالمجتمع الدولي، فإن رسالة قصف الصواريخ والابتزاز من قبل هذا النظام هي تأكيد وإثبات لصحة ما أكدته المقاومة الإيرانية مرارًا وتكرارًا في ضرورة تبني سياسة حاسمة تجاه النظام. وكما قال المتحدث باسم مجاهدي خلق بعد الهجوم الصاروخي في صباح 13 آذار / مارس من قبل النظام: “طالما لا يتم فصم عرى هذا النظام، لن ترى هذه المنطقة في العالم الأمن والهدوء والسلام والاستقرار. الحل يكمن في جيش التحرير الوطني الايراني”.