النار والانتفاضة الجواب على الإعدام
في صباح يوم الجمعة 19 مايو، أعدم خامنئي، خوفا من انتفاضة الشعب، 3 من المعتقلين المنتفضين في أصفهان، صالح ميرهاشمي، مجيد كاظمي وسعيد يعقوبي بعد شهور من التعذيب.
ونقلت وسائل الإعلام الحكومية، بما في ذلك وكالة أنباء فيلق القدس، حكم محكمة العدل العليا لنظام الجلادين، وأعلنت اتهامهم تحت عنوان “قتل 3 عناصر من قوى الأمن وصلتهم بجماعة المنافقين الإرهابية” بأنهم قتلوا عقيدا في الحرس للوحدة القمعية الخاصة و 2 من عناصر الباسيج.
الولي الفقيه المتعطش للدماء، الذي يرى كل طرق الحياة والبقاء لنظامه مغلقًا، قد كثف منذ 21 ابريل دورة الإعدام بشكل هيستري. تم إعدام 16 شخصًا يوم الخميس، وأُعدم 7 أشخاص يوم الجمعة، ويوم السبت 5 سجناء ووصل عدد الأشخاص الذين تم إعدامهم إلى 122 شخصًا منذ بداية شهر ارديبهشت الإيراني (21 أبريل).
خامنئي، وأسوة بخميني الدجال، الذي اعتبر إعدامات الثمانينات ومذبحة مجاهدي خلق عام 1988 ضمانة للحفاظ على النظام، لمواجهة الانتفاضة والإطاحة به، يريد بدوره أن ينشر بموجة من الإعدامات، أجواء التخويف واليأس في مدن البلاد، ربما يتم إسكات الانتفاضات بهذه الطريقة ويزيد من عمر نظامه لبضعة أيام أخرى، لكن في ظل الظروف الثورية للمجتمع الإيراني، كل إعدام هو حبل يلتف حول عنق النظام نفسه.
لذلك، بعد ساعة من أنباء عمليات الإعدام في أصفهان، أرسل شباب مناطق مختلفة في العاصمة طهران منها أبادانا وطهران بارس رسائل الوقفة والصمود من خلال ترديد شعار “الموت للقاتل خامنئي”. في الوقت نفسه ترددت شعارات “الموت للديكتاتور” و “خامنئي السفاح سندفنك تحت التراب” في مناطق أخرى من العاصمة بما فيها شهرزيبا وطهرانسر.
في زاهدان، بعد صلاة الجمعة، صاح شبان شجعان للاحتجاج على عمليات القتل في أصفهان احتجاجًا على إعدام سجناء الانتفاضة، هاتفين:
أقسم بدماء الرفاق، سنقف حتى النهاية / لا نريد حكم الإعدام، لا نريده / مائة عام من الجريمة لنظامي الشاه وولاية الفقيه/ أخي الشهيد، سنأخذ بثأرك / على الرغم من أننا أعزل – سنقاتل مثل الرجال / أخي الشهيد، سأستعيد دمك / من زاهدان إلى طهران، كل إيران مضرجة بالدم.
وفي مدن أخرى من البلاد، بما في ذلك مناطق مختلفة من أصفهان ومشهد وكلشهر وكوهردشت وكرج وأنزلي ومهاباد وبندر عباس، انتفض الشباب بشعارات “الموت لخامنئي” و “ممنوع الاستسلام”.
هذه ليست تجربة اليوم. منذ عام 1981 ومقابل أعمال قتل خميني، فقد نشأت بذور النهوض والانتفاضة من دماء الشهداء. البراعم التي نمت في انتفاضة عام 2017، اشتعلت في هدير عام 2019، وأعطت الأزهار عام 2022 وزفت بشرى أن الشتاء قد انهزم وولّى …
في 8 ديسمبر 2022، وبعد استمرار الانتفاضة على مدى شهور، حاول خامنئي السفاح إبقاء الثعابين في قوات الحرس حية بإعدام “محسن شكاري” ويكبت الشباب، لكن الشاب رفعوا نداء المقاضاة وفي غداة استشهاد محسن شكاري وعلى قبره رددوا “ممنوع الاستسلام” وأشعلوا نار الغضب والنخوة والحماس والجهد في قلوب وأرواح الثوار في عموم إيران في مواجهة أنواع مشاعر “الذل والاكتئاب”.
كما أظهر مسار التطورات اللاحقة أن المجتمع الإيراني المنتفض، المعتمد على المقاومة الثورية القوية والمنظمة، لا يمكنه التوقف وسيرد على الإعدام بالانتفاضة والنار.
إن سلسلة العمليات المتواصلة لشباب الانتفاضة ضد أجواء الاختناق والترويع وإشعال النار في صور خامنئي وخميني ومراكز الملالي للقمع والجريمة ودوائر قضاء نظام الجلادين في جميع أنحاء إيران، دليل على هذه الحقيقة.
يوم الجمعة 19 مايو، أظهرت الهجمات النارية على مراكز القمع والجريمة ردا على الإعدامات والانتفاضات الشعبية مع هتافات “قسما بدماء الابطال نبقى صامدين حتى النهاية” و “سأقتل من قتل أخي”، للولي الفقيه المتعطش للدماء بأن رد الشعب الإيراني على الإعدام هو النار والانتفاضة.