الغضب على جريمة تسمم الفتيات
بلغت الجريمة البشعة والمنهجية المتمثلة في تسميم تلميذات المدارس ذروتها ومدى جديدين. بالإضافة إلى المدارس في عدة مناطق بطهران، أثرت هذه الموجة الجديدة أيضًا على المدارس في عشرات المدن الإيرانية وأرسلت مئات الطلاب الأبرياء إلى المستشفى.
بالتزامن مع ارتفاع وانتشار حالات التسمم، تجمع أهالي وأولياء الطلاب في عدة أماكن في طهران وفي مدن أصفهان وأردبيل وكرمانشاه أمام إدارات التعليم أو المدارس التي أصيبت بالغازات السامة وأعربوا عن غضبهم واحتجاجهم على هذه الجريمة ضد الإنسانية وهتف الغاضبون: “هجوم بالحامض، تسمم، كلاهما جريمة”، “الموت لحكومة قتل الأطفال”، “قتلوا أطفالنا، وحل محلهم الملالي”، “أيها الباسيجي والحرسي، أنتم داعشيون بيننا”.
على الرغم من تصرفات النظام التي يريد التظاهر بأن عناصر وهمية ومجهولة الهوية متورطة في هذه الجريمة المتسلسلة، إلا أن شعارات الناس تشير إلى أنهم يرون بوضوح أيدي النظام المجرم وعناصر الحرس وراء الجريمة البشعة ويعلنونها بصوت عالٍ. خاصة وأن هذه ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها نظام الملالي المناهض للإنسان والمعادي للمرأة مثل هذه الجرائم، وخاصة ضد النساء والفتيات، ثم يطلق الأكاذيب والخداع لإرباك الناس.
قلما لا يعرف أحد أن جريمة تسميم الطلاب بالغاز السام قد ارتكبت من قبل حكومة الملالي. في الأشهر الثلاثة الماضية كانت مدارس في 12 مقاطعة على الأقل من البلاد معرضة لهذه الجريمة. نتيجة لذلك، حتى الصحف الحكومية وبعض مسؤولي النظام يضطرون إلى الاعتراف إما عن طريق التلميح أو في بعض الأحيان صراحة بان أصابع الاتهام موجهة إلى الحكومة نفسها فيما يتعلق بهذه الجريمة:
في إشارة إلى أن “تحضير هذا الغاز السام هو عمل متخصص وليس عمل مواطن عادي”، نقلت صحيفة أرمان ملي (4 مارس) عن مطلعين قولهم: “اولئك الذين سمّموا الطالبات هم أصدقاء جهلاء قطعا”.
كما كتبت صحيفة جمهوري إسلامي في اليوم نفسه: “ليقطع لسان الآمر ويد المتلقي حيثما يتلقون الأوامر … حتى لو ادعوا أنهم متدينون”.
وقالت السيدة مريم رجوي في كلمتها في المؤتمر النسائي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (4 مارس): “إن بيت خامنئي ينتقم من فتيات إيران اللواتي لعبن دورًا حاسمًا في الانتفاضة الأخيرة. وشددت على عدم جدوى هذه المحاولات اليائسة، وقالت: ” هذه هي المرأة الإيرانية التي تهزم اليوم بقيادتها وجنباً إلى جنب مع رجال إيران ولاية الفقيه وتضمن غدا الحرية والديمقراطية والمساواة. أثبتت انتفاضة إيران بقيادة المرأة هذه الحقيقة. وهي انتفاضة قادمة بنيران تشتعل مئات المرات أكثر من ذي قبل وتجعلها تتألق وتلمع أكثر من أي وقت مضى. وستأتي برسالة النصر والانتصار..