الجيش الإلكتروني لنظام الملالي وفضيحة الشائعات (2-2)
الاجترار المتكرر للشائعات في وسائل الإعلام الحكومية
من بين حيل الولي الفقيه المكشوفة، الاجترار المتكرر للشائعات المنشورة على المواقع الحكومية؛ وفي هذا الصدد، يستخدم نفس سياسة الكذب الكبرى التي كان يتبعها جوبلز لإقناع القارئ بمثل هذه الأخبار. فعلى سبيل المثال، كتبت صحيفة “جمهوري إسلامي” في 7 نوفمبر 2019:
“أعلن أليكسي كوهلر في صفحته على تويتر عن قرار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون بإنهاء وجود جماعة المنافقين الذي دام لمدة 40 عامًا على الأراضي الفرنسية”.
في حسابه على تويتر، أشار كوهلر إلى خبر اجتماع إيمانويل ماكرون مع وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، وقال إن أحد الموضوعات التي تمت مناقشتها في هذا الاجتماع هو موضوع وجود جماعة المنافقين الإرهابية في فرنسا.
ويفيد تقرير مدير قصر الإليزيه، هابيليان، في إشارة إلى تواجد جماعة المنافقين الإرهابية على الأراضي الفرنسية لمدة 40 عامًا، أعلن إن أعضاء المنافقين مستقرون في تيرانا، حان الوقت لباريس أن تعيد النظر في التسهيلات المقدمة لزعيم هذه الجماعة ومديريها”.
فبركة شائعات الملالي يتم صنعها في سيبرانية النظام ثم يتم إدخالها في حسابات وهمية وحينذاك يقوم موقع هابيليان بالإبلاغ عنها، ثم يأتي دور الإعلام الموالي للنظام بإعادة نشرها، وفي نهاية المطاف يتم التلخيص بطرد مجاهدي خلق من فرنسا.
التهور وغياب توخي الحذر!
يبدو أن سيبرانية الملالي تصرفت برعونه ولم تتوخى الحذر في هذا الصدد لأن قصر الإليزيه أنكر هذه التصريحات صباح 5 نوفمبر 2019، وأعلن أن حساب تويتر المذكور لا يخص ألكسي كوهلر، وأنه ليس لديه أي حساب على تويتر.
وجدير بالذكر أنه في 23 يوليو 2019، تم سرقة هوية دبلوماسي فرنسي مقيم في إسرائيل، بيير كوشارد، وأشار في سلسلة من التغريدات إلى زيارة رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي للاجتماع برئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس منظمة الموساد. وحينذاك، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن سرقة الهوية تمت على تويتر.
حرقة الملالي من كشف النقاب عن حساب وهمي
عندما تنكشف حقيقة المخابرات سيئة السمعة كالعادة، يأتي دور صحيفة “كيهان” التي يديرها شريعتمداري لكي تدس حرقة الولي الفقيه من الوعي الاستخباري لمنظمة مجاهدي خلق في مقال بعنوان ” تقسيم المهام بين باريس وواشنطن. لماذا تتواطأ فرنسا مع أمريكا؟” في محاولة منها لإقحام ما يبتغيه في أذهان قرائها.
“وكتبت السفارة الفرنسية في طهران على الفور في تغريدتها مكذبة هذا الخبر:” تم انتحال هوية المدير الداخلي لقصر الإليزيه، أليكسي كوهلر، والتغريدات التي أرسلت من حساب مستخدم باسمه عن منظمة مجاهدي خلق من حساب باسمه تحتوي على معلومات غير صحيحة. وتم حذف هذا الحساب المزيف لاحقًا. “(كيهان، 7 نوفمبر 2019) الكلاب تنبح والقافلة تسير.
استخدام أوراق محروقة للتمويه على التغريدات المزيفة
نظرًا لأن العالم يدور حسب نظام ونحن لسنا في عصر علاء الدين والمصباح السحري ، انكشفت المؤامرة القذرة التي تضطلع بها شبكة الملالي على الإنترنت ضد المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية؛ على الفور. وأصبحت فضيحة كبرى للولي الفقيه. وحاول نظام الملالي في خطوة غير مدروسة أن يتستر على هذه الفضيحة من خلال تجنيد ”انترنشنال“، لكن محاولته هذه باءت بالفشل أيضًا. قيل للثعلب من شاهدك؟ أجاب ذنبي. و لم يكن شاهد سيبرانية الملالي في قناة إنترنشنال سوى ورقة محروقة وعميل مكشوف ”خدابنده“ المحروق مع ورقة ”عضو سابق لمجاهدي خلق“ ليتم استهلاكه لألف مرة . وتجدر الإشارة إلى أنه، كما جاء في بيان صادر عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: “ظهر خدابنده بمعية عميل آخر للنظام يدعى إيرج مصداقي في 30 يونيو 2018 ، في الوقت الذي كان من المقرر فيه أن ينفذ عملية إرهابية في فيلبنت، على شاشة قناة إيران إنترناشيونال ليضع اللوم على مجاهدي خلق”.
ويمكن فهم هذا النوع من الممارسات في مرحلة الاستعداد للإطاحة، وفي ظروف وضع فيها مجاهدي خلق أقدامهم على حلق الولي الفقيه. ولكن يجب أن نقول قد فات الأوان ولا يمكن منع الإطاحة بنظام الملالي القائمة لبناته على الكذب وسفك الدماء والجهل والتحايل والتضليل والجريمة والفساد باللجوء إلى الشعوذة وإيهام الناس.