الانتفاضة والنار رد على تكتيك الإعدام في إيران
في صباح يوم الاثنين الموافق 15 أبريل / نيسان، تم إعدام 5 سجناء في سجني بندر عباس وميناب وسجينين في سجن خرم أباد وسجين في سجن لاكان في رشت. ويلخص بيان أمانة المجلس الوطني للمقاومة، آخذا في الاعتبار هذه الإعدامات، أنه “في رقم قياسي غير مسبوق، وصل عدد الإعدامات المسجلة منذ بداية شهر ارديبهشت الإيراني (21 أبريل) إلى 90 سجينًا على الأقل. العدد الفعلي لمن أعدموا أكثر من هذا الرقم”.
من ناحية أخرى، نظم عدد من أهالي السجناء المحكوم عليهم بالإعدام تجمعا احتجاجيا أمام القضاء التابع لنظام الجلادين في طهران شارع كشاورز صباح يوم الاثنين 15 مايو، وهم يحملون لافتات كتب عليها “لا للإعدام”، وأيضاً في بندر عباس.
في مساء يوم الأحد 14 مايو، اجتمع أهالي أصفهان من جميع أنحاء المدينة أمام سجن دستكرد. بدأت هذه الحركة عندما نُشر نبأ إعدام محتمل لثلاثة من سجناء الانتفاضة. حاول عناصر خامنئي مذعورين إيقاف الناس عن طريق إرسال عناصر القمع. لكن المحتشدون لم يتفرقوا قط، بل خرجت الأحقاد المختبئة في صدورهم بصرخات “الموت للديكتاتور” و “هذه هي الرسالة الأخيرة، لو نفذتم الإعدام سننتفض”.
وبعد ساعة، أطلق عناصر الحرس الخاص لخامنئي الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين لكن المواطنين اشتبكوا معهم.
لجأ خامنئي وقضاء الجلادين إلى زيادة عمليات الإعدام من أجل عرقلة الانتفاضة الكبرى القادمة من خلال خلق جو من الخوف.
لكن الولي الفقيه، الذي لمس هزات الإطاحة في انتفاضة عام 2022، يعلم أن نفس الفوالق التي حذر منها مرات عديدة ستهتز مرة أخرى. لهذا السبب، يحذر قائد شرطة خامنئي الحرسي احمد رضا رادان القوى القمعية من أنه “يجب علينا منع الاضطرابات المحتملة، لذا فإن إحدى مهامك التالية هي جس نبض المجتمع!”
كما يقول الخبراء والوكلاء، فإن نتيجة “جس نبض المجتمع” هي انتفاضات أوسع وأكثر نيرانًا في عام 2023. لأن خامنئي لم يستطع القضاء على أي من العوامل المسببة للانتفاضة ولا يريد القضاء عليها، فإن مؤشر الوضع في جميع المجالات يقع في النطاق الأحمر والتحذير. من الانهيار الاقتصادي والتضخم غير المسبوق والبطالة والفقر إلى تساقط عناصر النظام، إلى أزمة التشتت والفوضى غير المسبوقة التي اشتدت مع فشل حكومة رئيسي، وإلى الأزمة الدولية و حالات أخرى.
لهذا السبب، وسع خامنئي عمليات الإعدام من أجل ترهيب وإسكات المجتمع من خلال إذكاء أجواء الخوف وتقليص احتمالية اندلاع الانتفاضة المقبلة قدر الإمكان.
ومع ذلك، أظهرت احتجاجات يوم الاثنين في طهران وبندر عباس وانتفاضة أهالي أصفهان ضد سجن دستكرد أن الأداة الرئيسية لترهيب خامنئي، أي الإعدام، يمكن أن تصبح شرارة.
مثل هذه النقطة خطيرة للغاية على خامنئي. لأن شرارات الاحتجاج على عقوبة الإعدام يمكن أن تشعل النار في المخزن المتفجر للمجتمع الموشك على الانفجار، وانتشار الانتفاضات يمكن أن يتسبب في حريق يلتهم السجن والمشنقة ولحية وجذور نظام ولاية الفقيه.
يصبح هذا الخطر جادا على خامنئي عندما يشهد المجتمع الناقم باستمرار عمليات جريئة ومتواصلة ينفذها شباب الانتفاضة في ذروة الاختناق، والتي تهاجم مراكز القمع كل ليلة، بما في ذلك مقرات قضاء الجلادين، المسؤول عن جريمة الإعدام. والانفجارات الهائلة في هذه المراكز حيث تبعث برسالة إلى المجتمع الثائر مفادها أنه يجب القضاء على أجواء القمع والترهيب والخنق وفتح طريق الانتفاضة. وكما قال قائد المقاومة مسعود رجوي في يوم إعدام شهيد الانتفاضة مجيد رضا رهنورد: “الطريق الوحيد للحرية هو العنف الثوري وجيش الحرية بزيادة حدة النار والهجوم بأضعاف مضاعفة” (12 ديسمبر 2022)