إيران – تهديدات نظام الملالي مجرد نفخ في قرب مثقوبة
خلال الايام الماضية، عمل قادة نظام الملالي على إطلاق تصريحات عنترية غير عادية هددوا فيها بقتل الرئيس الامريکي ترامب ومسٶولين رئيسيين آخرين في إدارته بسبب إرسال الارهابي قاسم سليماني الى الجحيم، هذه التصريحات التي جسدت للعالم کله الماهية السوداء الشريرة لهذا النظام ومن إنه يحترف الارهاب کمهنة حقا، مع الاخذ بنظر الاعتبار مبالغة وتمادي هذا النظام في إطلاق تهديداته ولاسيما وإنه معروف بإحترافه لأساليب الکذب والخداع، فسرها المراقبون والمحللون السياسيون بأنها محاولة تشبه محاولة الغريق المتشبث بالقشة من أجل الخلاص، ذلك إن موقف ووضع النظام الايراني ليس صعبا بل وحتى أصعب مايکون.
إطلاق القادة والمسٶولون في نظام الفاشية الدينية للتصريحات العنترية وتهديد الدول الاخرى، إنما هو سعي من أجل إظهار النظام بأنه في کامل قوته وعافيته ومن إنه في مستوى التحديات والاخطار المحدقة به وإنه بإمکانه أن يرد الصاع صاعين، لکن وعند التمعن في واقع حال هذا النظام والتحديات المحدقة به والمنعطف الذي يقبع فيه حاليا، نجد بأن هذا النظام يحاول بکل قوته من أجل إنقاذ نفسه من الورطة والمأزق غير العادي الذي أوقع نفسه فيه.
طوال 41 عاما من حکم هذا النظام القمعي الاستبدادي، ومع إنه قد تمکن من إزاحة وإقصاء الکثير من القوى والاطراف والشخصيات السياسية ـ الفکرية المعارضة له، غير إنه جوبه بجدار سياسي ـ فکري ليس صلب فقط بل وحتى منيع تمثل في منظمة مجاهدي خلق التي مثلما رفضت ديکتاتورية النظام الملکي فإنها وقفت بنفس القوة والعنفوان والاندفاع بوجه الاستبداد الديني وأصرت بحزم وعزم على مواجهته والتصدي له حتى نهاية المشوار، والذي أقض مضجع النظام وأزعجه کثيرا والى أبعد حد هو إن کافة محاولاته ومساعيه من أجل القضاء على منظمة مجاهدي خلق لم تحصد غير الفشل بل وإنها ساهمت في جعل المنظمة تشدد وتضاعف من عزمه على الوقف بوجه النظام ومواجهته حتى الرمق الاخير مهما کلف الامر.
المساعي غير العادية التي بذلها نظام الملالي طوال العقود الاربعة المنصرمة من أجل القضاء على منظمة مجاهدي خلق وتهميشها، أجبرته بالضرورة ومن جراء فشله وإخفاقه على أن يجرب حظه الحاثر من أجل تحجيم وتحديد دور وتأثير المنظمة وقد کانت الصفقة المشبوهة التي أبرمها في عهد دعي الاعتدال والاصلاح الدجال الکاذب محمد خاتمي مع الولايات المتحدة الامريکية لإدراج أهم وأقوى معارضة سياسية ـ فکرية بوجه هذا النظام الارعن للطغمة الفاشية الحکمة في طهران في قائمة الارهاب، هذه المساعي المحمومة التي إصطدمت بالجدار الفولاذي لمنظمة مجاهدي خلق لم يکن مقدرا لها أن تحقق النتائج المرجوة لها ذلك إن مجاهدي خلق وخلال 14 عاما من الصراع والمواجهة السياسية ـ الفکرية ـ القضائية، قد تمکنت من دحض کافة مبررات ومزاعم وإدعاءات النظام، وتمکنت من الخروج مرفوعة الرأس من هذه القائمة السوداء التي تنتظر بشغف إدراج نظام الملالي فيه لأنهم أکثر طرف وجهة تستحق إدراجه في هذه القائمة، غير إن خروج المنظمة من هذه القائمة جعل النظام يشعر بحالة من الهستيريا والجنون وهو مادفعه لکي يقدم المزيد من التنازلات للأطراف الدولية من أجل خروجه من مأزقه العويص وحتى إن موافقته على وقف إطلاق النار مع العراق في الحرب الدائرة معه في عام 1987، وکذلك موافقته على إبرام الاتفاق النووي في عام 2015، إنما کان من أجل تخفيف دور وتأثير مجاهدي خلق على الاوضاع الداخلية، لکن إندلاع إنتفاضة 28 ديسمبر2017 ومن بعدها إنتفاضة 15 نوفمبر2019، قد قلب الطاولة على رأس النظام، ولاسيما بعد أن تيقن هذا النظام الاستبدادي بأن الشعب يقف بقوة الى جانب القوة السياسية الطليعية المعبرة عنه والمتجسدة في مجاهدي خلق، فإنه وبعد أن رأى بأم عينيه تزايد الاحتجاجات الشعبية وتضاعف نشاطات معاقل الانتفاضة، فإنه ولکي يظهر قوته المزيفة والکاذبة طفق بإطلاق تلك التهديدات الخرقاء السمجة والکاذبة التي أشرنا لها آنفا.