آبادان، خرمشهر …. ورسالتها
في صباح يوم 25 مايو، جمع خامنئي أعضاء مجلس شورى النظام وحذرهم من أن “العدو يعقد الأمل على أخطائنا” من أجل الضرب مباشرة من “نقاط ضعفنا”. لذلك “يجب ألانخطأ … أنتم تواجهون العدو … احذروا من الوقوف إلى جانب العدو” ….
بعد ساعات قليلة، خرج المواطنون الغاضبون المكلومون من حشر أحبائهم تحت الأنقاض في مأساة انهيار برج متروبول، إلى الشوارع في آبادان واستهدفوا نقطة ضعف الديكتاتورية المرتعشة وصرخوا “سأقتل، سأقتل مَن قتل أخي “،” على الملالي أن يُسحَقوا”. وأثناء اشتباكهم مع الباسيج، صرخوا في وجه وحوش خامنئي:” يا عديمي الشرف”.
في اليوم التالي، أجبر خامنئي، من أجل إنعاش عناصر الباسيج المتساقطين، المنهارين روحيا للتجمع في ملعب آزادي ليهتفوا “أهلا أيها القائد”. وهذا يذكرنا بأيام معمر القذافي الذي حشد قواته في طرابلس قبل أيام قليلة من الإطاحة به ليمتدحوه ويتظاهروا بأن كل شيء على ما يرام!
لكن بعد ساعات قليلة من تحرك خامنئي، خرج الغاضبون إلى الشوارع مرة أخرى في خرمشهر وآبادان وشاهين شهر، مستهدفين نقطة ضعف النظام وهم يهتفون “عار على خامنئي، اترك السلطة”، “سأقتل من قتل أخي” و”الموت للديكتاتور”.
هذه الصدوع، التي كانت تتحرك في مدن مختلفة لبضعة أسابيع، تحركت مرة أخرى. نفس العيوب التي تنبأ بها خامنئي في يونيو 2016 بقوله “لدينا صدوع داخل الدولة” وحذر من أنه “إذا تم تفعيل هذه العيوب فسيحدث زلزال”.
أظهرت انتفاضات أهالي آبادان وخرمشهر وشاهين شهر استمرار شرارات الانتفاضة التي بدأت في مايو في إيذه وسوسنكرد وأردبيل وقوجان وإيرانشهر وطهران وشهركرد وعشرات المدن الأخرى.
بالطبع، بذل النظام قصارى جهده لمنعه بالقمع من جهة وإعلان منح دعم حكومي قدره 400 ألف تومان من جهة أخرى. على وجه الخصوص، وفقًا للتقارير، أمر خامنئي قادة النظام بقمع الانتفاضة في المدن بحلول 25 مايو، عندما يلتقى بأعضاء البرلمان. لكن اتضح أن عملية الانتفاضة ولهيب غضب المجتمع الثائر ما زالت مستمرة في التغلب على القمع.
هذا الوضع طبيعي وناجم عن الظروف الثورية للمجتمع الإيراني. يعود سبب الانتفاضات التي عصفت بالعديد من المدن والأقاليم إلى جذور مشتركة. أربعة عقود من الدكتاتورية والقمع والنهب والعدوان والفقر والجوع والدمار وتدمير البيئة والفشل في منع الكوارث وآلاف الآلام الأخرى تسببت في حدوث انتفاضة لأي سبب كان (الغلاء، الفقر، انهيار مبنى، إلخ). ويوضح المنحى المتصاعد من بداية العام الإيراني الماضي أن الفواصل الزمنية بين الانتفاضات تتناقص باستمرار، وما يلوح في الأفق، هو اتصال الانتفاضات والحراكات ببعضها البعض.
على وجه الخصوص، ووفقًا لوكلاء النظام، فإن الغلاء الفاحش الحالي المتصاعد الذي أطلق شرارة الانتفاضات هو مجرد بداية لارتفاع الأسعار بأضعاف مضاعفة في كل السلع، والذي سيتضح في أواخر يونيو ويوليو حسب توقع الرئيس السابق للبنك المركزي همتي في 25 مايو.
وهكذا، في الأسابيع والأشهر القادمة، فإن تصاعد وانتشار وتطرف المزيد من الانتفاضات والحراكات وارتباطها ببعضها البعض وتشكيل مدن متمردة بات في المنظور المستقبلي. الانتفاضات التي تستهدف نقطة “الضعف” لنظام ولاية الفقيه العجوز ولن تتخلى عن هذا الهدف.
احتجاج المواطنين الغاضبين في آبادان على دفن أحياء تحت أنقاض مبنى متروبول